الرياض – الحياة

أكدت دراسة أجرتها جامعة نايف العربية أن الآباء هم الأكثر تسبباً في الجرائم العائلية، التي يتضرر منها الأبناء في السعودية، فيما أرجعت العينات، التي خضعت للبحث (نزلاء الدور الاجتماعية) السبب إلى التربية التي عانوا منها في مقتبل حياتهم. وتناولت الدراسة، التي قام بها الباحث حمدان العصيمي في جامعة نايف الأمنية، وحصل بموجبها على درجة الماجسيتير، العوامل المرتبطة بالجرائم العائلية في المجتمع السعودي. ويتكون مجتمع الدراسة من جميع نزلاء سجون مدينة الرياض المحكوم عليهم في قضايا عائلية (الذكور)، ونزيلات مركز الحماية الاجتماعية بالرياض من ضحايا العنف العائلي (الإناث)، في عينة بلغت 178 من الذكور والإناث. وكانت أهم النتائج، التي توصل إليها الباحث، أن الآباء يحتلون المرتبة الأولى في التسبب بالجريمة العائلية، يليهم الإخوة، ثم زوجة الأب، ثم زوج الأم، ثم الأخوات، ثم الأقرباء الآخرين.

ووفقاً لوجهة نظر الإناث يحتل الإيذاء اللفظي المرتبة الأولى في نمط الجريمة العائلية السائد في المجتمع السعودي، يليه الضرب، ثم الإيذاء النفسي، ثم الطرد من المنزل، ثم الابتزاز والتحرش الجنسي والسرقة، ثم الاغتصاب، ثم المخدرات، فيما أكد الذكور أن جريمة السرقة تحتل المرتبة الأولى تليها المضاربة، وجرائم أخرى تمثلت بمخالفة الآداب الشرعية والخلوة غير الشرعية.

ورأت الفتيات أن أبرز العوامل المرتبطة بالجريمة العائلية هي التربية القاسية من الوالدين، ومحاولة إظهار الرجولة، وانخفاض المستوى التعليمي، والتفكك الأسري، فيما رأى الذكور أن أبرز العوامل هي ضعف الوازع الديني، والضغوط النفسية المستمرة، وانعدام الحوار في الأسرة، وافتقاد القدوة الدينية في المحيط العائلي. وأوصى الباحث بضرورة سن أنظمة ولوائح رادعة لتسهم في الحد أو التقليل من العنف العائلي، والعمل على تعزيز ثقافة الحوار في العائلة، وإقامة دورات للآباء والأمهات في السيطرة على الانفعالات النفسية، والتوسع في إنشاء مراكز حماية خاصة بحالات العنف العائلي، ووضع خطة استراتيجية وتدابير وقائية لمنع وقوع الجريمة العائلية.