تم – الرياض
لا تخلو أي منطقة من وجودهم، تجدهم على الأرصفة وداخل الأزقة الضيقة، وقرب المساجد، بعضهم مرضى نفسيون، وآخرون أنهكهم الإدمان، شريحة منهم عدوانية تُلحق الضرر بالمواطنين، وآخرون يكتفون بسؤال الناس حاجاتهم.. هؤلاء هم أصدقاء الأرصفة.
ويقول الدكتور استشاري علم النفس والسلوكيات الأسرية ماجد قنش الأهدل، إن ‎الهائمين في الشوارع ينتشرون بكثرة في المدن الكبيرة تحديدًا، وكذلك بعض القرى والهجر.
ويضيف الأهدل أن هؤلاء لم يجدوا عينًا ترعاهم، أو مقرًّا يأويهم سوى الطرقات الرئيسية وظلال الجسور والأشجار، والغريب أن البعض منهم يرى أنه أفضل الناس، وهو وحده على صواب، ومنهم الانطوائي الذي يخاف التحدث مع الناس مفضلا العزلة التي يعيشها، وعلى النقيض هناك العدواني الذي لا يرغب في التحدث مع أحد لكثرة انشغاله بما يدور في مخيلته.
ويتابع الأهدل أنه رغم كل هذا يظل هؤلاء إخوة لنا جعلهم القدر يهيمون في الشوارع والطرقات، بعد أن فقدوا الثقة والاتزان اللذين قابلهما إهمال وتخلي العائلة عنهم.
‎ويطالب الأهدل بخطة مشتركة بين جميع الجهات المعنية، للاتفاق على آلية لاحتوائهم، ليس فقط بإيجاد دار تحتضنهم، بل يجب تفهم مشكلاتهم وتوفير الاحتياجات كافة في الدار الحاضنة لهم لتساهم في إعادة تأهيلهم، مع توفير إشراف طبي عليهم في هذه الدور، وتوفير دعم مالي واجتماعي.
من ناحيته، يري الاختصاصي النفسي والمستشار الأسري عبدالعزيز فتال الرويلي، أن هذه الفئة نماذج بسيطة لمأساة كبيرة تُدمي القلوب لعدد من المدمنين والمرضى النفسيين الذين يجوبون الطرقات ويتخذون الأرصفة مقرًّا لهم، بل إنهم يُشكلون خطرًا على المجتمع وأنفسهم من خلال الإيذاء والتحرش، وأصبحت هذه الظاهرة تزداد بسبب إهمال المجتمع لها.
وحمل الرويلي المسؤولية للجميع، سواء القطاع الرسمي أو غير الرسمي، مضيفًا “من الناحية الرسمية هناك وزارة التنمية الاجتماعية والتي بدورها تخصص فريق عمل يتابع أوضاع هؤلاء، وتأمين المأوى لهم وكل ما يحتاجونه، وتأهليهم في جميع الجوانب المختلفة من خلال التعاون المشترك بين جميع المؤسسات، لاسيما أن أغلب المشاكل التي أوصلتهم للمرض النفسي قد تكون عائلية واقتصادية تتعلق بالبطالة والظروف الاقتصادية الصعبة بالإضافة إلى الإدمان”.
مصدر في هيئة حقوق الإنسان بالجوف أكد أن الفرع عمل سابقًا على رصد حالة الهائمين من المرضى النفسيين وغيرهم في المنطقة، وتم عرضها على أمير منطقة الجوف، والذي عممها بدوره على جميع الجهات المختصة لتنفيذ إحالتهم للصحة النفسية.
ويعاقب نظام الصحة النفسية بالمملكة العاملين في المنشآت النفسية، أو أي شخص يفشي أسرار المرضى، بالسجن مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، وغرامة مالية لا تزيد على 50 ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين.