• تقرير التنمية البشرية:

الصادر عن برنامج الامم المتحدة الانمائي

التنمية البشرية مبنية في المقام الأول، وقبل كل شيء، على السماح للناس بأن يعيشوا نوع الحياة الذي يختارونه – وعلى تزويدهم بالأدوات المناسبة والفرص المؤاتية لتقرير تلك الخيارات. وفي السنوات الأخيرة، سعى تقرير التنمية البشرية بقوة إلى إثبات أن هذه المسألة هي مسألة سياسة بقدر ما هي مسألة اقتصاد – من حماية حقوق الإنسان إلى تعميق الديمقراطية. ومالم يتمكن الفقراء والمهمّشون – وهم في أغلب الأحيان من أقليات دينية أو عرقية، أو من المهاجرين – من التأثير في العمل السياسي على المستويين المحلي والقطري، فمن المستبعد أن يجدوا الإمكانية المنصفة للحصول على الوظائف والمدارس والمستشفيات والعدالة والأمن وخدمات أساسية أخرى.

وتمكن تقرير التنمية البشرية من خلال البناء على الأسس القوية التي أرسيت دعائمها إبان العقد الأول من بدء صدوره – عندما أدخلت التقارير المتعاقبة مفهوم التنمية البشرية، واستكملته تفصيلا وتوضيحا – من تحقيق النجاح أكثر فأكثر. فمن تفحص الكيفية الفضلى في تشغيل التقنيات الجديدة لصالح الأغنياء والفقراء على قدم المساواة؛ إلى إبراز الأهمية الحاسمة لتعزيز حقوق الإنسان وترسيخ الديمقراطية في حماية الأكثر عرضة للتأذي والتمكين لهم في حياتهم؛ عمل تقرير التنمية البشرية في الألفية الجديدة على توسيع التخوم الفكرية للتنمية البشرية باطراد. وتنعكس صورة ذلك التحول على نحو متزايد في الممارسة التنموية، من خلال الأعمال التي يقوم بها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وشركاؤه الكثر، على الأرض، في جميع هذه المجالات البالغة الأهمية.

وباختصار، فإن تقارير التنمية البشرية؛ ذات الاستقلال المتين والرأي المبين إلى حد أنها لا تعكس بالضرورة سياسات الأمم المتحدة أو برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، رغم رعاية البرنامج لها؛ اكتسب عبر السنين سمعة عالمية مستحقة في التفوق. وقد قامت هذه التقارير بدور محفز لا غنى عنه في المساعدة على تأطير وتطوير ردود ملموسة على المناظرات الرئيسية حول السياسات التنموية في زمننا الحالي.

ويصدر تقرير التنمية البشرية نتيجة جهد جماعي في مكتب تقرير التنمية البشرية، حيث يوفر أعضاء وحدة تقرير التنمية البشرية القطرية تعليقات مفصلة على المسودات ونصائح بشأن المحتويات، كما يصلون تقرير التنمية البشرية بشبكة عالمية للأبحاث في بلدان نامية.