ملالة يوسفزي
د. أحلام محمد علاقي - جريدة عكاظ
عدد القراءات: 1340
في سبتمبر 2013 وقفت فتاة في السادسة عشرة من عمرها لتفتتح المكتبة العامة في سنتناري سكوير في مدينة برمنجهام البريطانية ولتشكر أهل برمنجهام ومعلميها الذين استقبلوها بترحاب ولتتحدث عن 57 مليون طفل في العالم محرومين من التعليم.
أطلق عليها لقب أكثر الأطفال شجاعة في العالم. طفلة لم تخف أن تخرج من بيتها للمدرسة حينما كان الكبار يختبئون في منازلهم خوفا من رصاصات الطالبان. طفلة دافعت عن حقوق الفتيات في الدراسة ولو كان الثمن هو الموت. طفلة عرفت أن أكثر ما يخيف الجهلاء هو العلم.
هي أصغر مرشحة لجائزة نوبل للسلام والفائزة بجائزة سكاروف الأوروبية لحقوق الإنسان وهي جائزة مرموقة حصل عليها أمثال نيلسون مانديلا. سافرت إليها النيويورك تايمز لتصور فيلما وثائقيا عن حياتها كناشطة ضد الطالبان حينما كانت في الثالثة عشرة من عمرها، حينما كانت تدون اللقاءات التلفزيونية والصحفية بفترة الحرب بين الجيش وطالبان وظهرت في الديلي شو مع جون ستيوارت فغيرت رأي العالم الغربي عن فتيات «العالم الثالث».
ألقت كلمة في الأمم المتحدة عام 2013 ختمتها بقولها: «العلم قبل كل شيء»، وتكريما لصمودها أنشئ صندوق لدعم تعليم فتيات العالم الثالث – 600 مليون فتاة يمثلن موردا بشريا جبارا لو أعطين الفرصة في التعلم. كتبت كتابا عن صمودها فأصبح من أكثر الكتب انتشارا – وصنفتها مجلة التايم ضمن أهم مائة شخصية عالمية في 2013. استخدم جوردون براون في الأمم المتحده شعار «أنا ملالة» لضمان حق التعليم لكل طفل بحلول 2015 وقرر البرلمان الكندي في أكتوبر 2013 منحها الجنسية الكندية التشريفية لصمودها.
كانت ملالة طفلة مثل الآلاف غيرها في وادي السوات بباكستان. وعندما تدخلت أيدي الطالبان الراديكالية لمنع التعليم عن الفتيات بإغلاق المدارس والهجوم على السرية منها – تحدت الطالبان – ووقتها كانت طفلة في الحادية عشرة – وأنشأت مدونة خصيصا لقناة البي بي سي باسم مستعار لتوصل صوتها للعالم وتكتب فيها يوميات الصراع العنيف في الوادي مع الطالبان وأشكال القمع التي عانت منها النساء والفتيات خاصة. كان تمسكها بحقها في طلب العلم أهم ما لفت إليها أنظار العالم.
أصبح صوتها يخيف الطالبان وقرروا اغتيالها عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها عند عودتها من المدرسة – أصابها قناصوهم برصاصات في رأسها وعنقها ولكنها نجت بأعجوبة أثارت الرأي العام العالمي.
أرسلت ملالة للعلاج في بريطانيا – وكانت محاولة الاغتيال هذه هي التي عرفت المجتمع العالمي بأسره بقصتها – مما أثار حملات تأييد عالمية لصوتها في شبكات التواصل الاجتماعية والإعلام.
صدمت قصة ملالة آلاف الفتيات حول العالم – لأنها كشفت حقيقة وضع الفتيات في الأماكن الأقل حظا وحضارة – اعترفت فتيات الدول المتقدمة بأنهن غيرن نظرتهن للحياة بكاملها عقب قصة ملالة فأصبحن يقدرن الحقوق التي يحظين بها والتي كن يعتبرنها كحق مكتسب لا يمكن ان ينزع منهن في يوم ما ولا حتى طرأ على بالهن أن هناك من هن محرومات من حقوقهن في عوالم أخرى لمجرد أنهن ولدن فتيات.
أجمل ما في قصة ملالة تمسكها بحق التعلم. ولكن الأجمل هو تعريف العالم بأن ليس كل المسلمين سلبيين أو مؤيدين للتطرف. فهناك الكثير من المسلمين ممن يؤمنون بحقوق الإنسان ويدافعون عن مبادئهم ضد من يريد إسكاتهم وتهميشهم ولو كان الثمن حياتهم.
ليتنا نحدث أبناءنا عن ملالة وحرصها على التعلم رغم كل التحديات. أليس من المحزن أن يعرف أطفالنا مايلي سايرس وسيلينا جوميز وجستن بيبر ولا يعرفون من هي ملالة؟.
أطلق عليها لقب أكثر الأطفال شجاعة في العالم. طفلة لم تخف أن تخرج من بيتها للمدرسة حينما كان الكبار يختبئون في منازلهم خوفا من رصاصات الطالبان. طفلة دافعت عن حقوق الفتيات في الدراسة ولو كان الثمن هو الموت. طفلة عرفت أن أكثر ما يخيف الجهلاء هو العلم.
هي أصغر مرشحة لجائزة نوبل للسلام والفائزة بجائزة سكاروف الأوروبية لحقوق الإنسان وهي جائزة مرموقة حصل عليها أمثال نيلسون مانديلا. سافرت إليها النيويورك تايمز لتصور فيلما وثائقيا عن حياتها كناشطة ضد الطالبان حينما كانت في الثالثة عشرة من عمرها، حينما كانت تدون اللقاءات التلفزيونية والصحفية بفترة الحرب بين الجيش وطالبان وظهرت في الديلي شو مع جون ستيوارت فغيرت رأي العالم الغربي عن فتيات «العالم الثالث».
ألقت كلمة في الأمم المتحدة عام 2013 ختمتها بقولها: «العلم قبل كل شيء»، وتكريما لصمودها أنشئ صندوق لدعم تعليم فتيات العالم الثالث – 600 مليون فتاة يمثلن موردا بشريا جبارا لو أعطين الفرصة في التعلم. كتبت كتابا عن صمودها فأصبح من أكثر الكتب انتشارا – وصنفتها مجلة التايم ضمن أهم مائة شخصية عالمية في 2013. استخدم جوردون براون في الأمم المتحده شعار «أنا ملالة» لضمان حق التعليم لكل طفل بحلول 2015 وقرر البرلمان الكندي في أكتوبر 2013 منحها الجنسية الكندية التشريفية لصمودها.
كانت ملالة طفلة مثل الآلاف غيرها في وادي السوات بباكستان. وعندما تدخلت أيدي الطالبان الراديكالية لمنع التعليم عن الفتيات بإغلاق المدارس والهجوم على السرية منها – تحدت الطالبان – ووقتها كانت طفلة في الحادية عشرة – وأنشأت مدونة خصيصا لقناة البي بي سي باسم مستعار لتوصل صوتها للعالم وتكتب فيها يوميات الصراع العنيف في الوادي مع الطالبان وأشكال القمع التي عانت منها النساء والفتيات خاصة. كان تمسكها بحقها في طلب العلم أهم ما لفت إليها أنظار العالم.
أصبح صوتها يخيف الطالبان وقرروا اغتيالها عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها عند عودتها من المدرسة – أصابها قناصوهم برصاصات في رأسها وعنقها ولكنها نجت بأعجوبة أثارت الرأي العام العالمي.
أرسلت ملالة للعلاج في بريطانيا – وكانت محاولة الاغتيال هذه هي التي عرفت المجتمع العالمي بأسره بقصتها – مما أثار حملات تأييد عالمية لصوتها في شبكات التواصل الاجتماعية والإعلام.
صدمت قصة ملالة آلاف الفتيات حول العالم – لأنها كشفت حقيقة وضع الفتيات في الأماكن الأقل حظا وحضارة – اعترفت فتيات الدول المتقدمة بأنهن غيرن نظرتهن للحياة بكاملها عقب قصة ملالة فأصبحن يقدرن الحقوق التي يحظين بها والتي كن يعتبرنها كحق مكتسب لا يمكن ان ينزع منهن في يوم ما ولا حتى طرأ على بالهن أن هناك من هن محرومات من حقوقهن في عوالم أخرى لمجرد أنهن ولدن فتيات.
أجمل ما في قصة ملالة تمسكها بحق التعلم. ولكن الأجمل هو تعريف العالم بأن ليس كل المسلمين سلبيين أو مؤيدين للتطرف. فهناك الكثير من المسلمين ممن يؤمنون بحقوق الإنسان ويدافعون عن مبادئهم ضد من يريد إسكاتهم وتهميشهم ولو كان الثمن حياتهم.
ليتنا نحدث أبناءنا عن ملالة وحرصها على التعلم رغم كل التحديات. أليس من المحزن أن يعرف أطفالنا مايلي سايرس وسيلينا جوميز وجستن بيبر ولا يعرفون من هي ملالة؟.
المصدر : جريدة عكاظ - 29 محرم 1435هـ الموافق 2 ديسمبر 2013م