«التعليم»: تطبيق «التعليم الشامل» على طلاب «التربية الخاصة»
تتجه وزارة التعليم لتطبيق «التعليم الشامل»، على طلاب التربية الخاصة، الذي يهدف لتلبية حاجات جميع المتعلمين ضمن مدارس التعليم العام، عبر الاستشارة والعمل الجماعي لفريق متعدد التخصصات، وتقديم التسهيلات للطلاب وفق برنامج تربوي فردي يتم تصميمه وفق الحاجات، وذلك بعد النجاحات التي حققتها مبادرة دمج الطلاب والطالبات ذوي الإعاقة من فئات الصم والتوحد والفكرية والمكفوفين وذوي صعوبات التعلم واضطرابات التواصل في مدارس التعليم العام، وتقديم الخدمات التربوية والتعليمية لهم، وفق منظومة التعليم العام، وضمن برامج خاصة.
وتركز وزارة التعليم على إعداد الخطط التشغيلية والبرامج اللازمة لتربية وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، ومتابعة تنفيذها وتقويمها بعد إقرارها، ووضع السياسات والإجراءات والتعليمات التي تخدم العملية التربوية والتعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى سير برامج دمج التربية الخاصة في مدارس التعليم العام والمنفذة من قبل إدارات التعليم في المناطق و المحافظات، ويتم قبول الطالب المحول من التعليم العام إلى التربية الخاصة إذا انطبقت عليه شروط القبول ويسجل في الصف الذي كان يدرس فيه أو الصف الملائم لقدراته، وتصمم له خطة تربوية فردية تلبي احتياجاته التربوية الخاصة.
وأكدت أستاذة الإعاقة السمعية أسماء الحسيني على أهمية توفير بيئة آمنة لطلاب التربية الخاصة في كل مكان يوجدون فيه، مشيرة إلى إشعارهم بقيمتهم ومكانتهم في محيط إدارتهم، ومدرستهم، ومجتمعهم، وتحقيق قدر من التوافق، والاندماج الشخصي والاجتماعي.
ونوهت الحسيني إلى سعي وزارة التعليم لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة للحصول على حقوقهم، بتوفير الدعم المادي، والتربوي، وكادر متخصص من المعلمين والمعلمات، وتهيئة طلاب التعليم العام ومعلميهم للتعامل مع هذه الفئة.
وعدد أستاذ الإعاقة العقلية حسين اليحيى عدة أنواع للدمج منها: التعليم الشامل الذي تسعى الوزارة إلى تطبيقه، وهو الدمج التعليمي بأن يكون طالب التربية بنفس فصول التعليم العام، والدمج المكاني وهو الموجود حالياً بمدارسنا بأن يكون طالب التربية يدرس مع أقرانه العاديين بنفس المكان باختلاف الهيئة التعليمية، ويتطلع الدمج الاجتماعي لإشراك طلاب التربية مع طلاب التعليم العام بالنشاطات المدرسية والفنية والرياضية، وتهدف عملية الدمج لإشراك طلاب التربية الخاصة مع أقرانهم الأسوياء في التعليم وإعطائهم الفرصة لإثبات أنفسهم.
وذكر أستاذ صعوبات التعلم طارق أبانمي أن من مزايا الدمج منح طلاب التربية الخاصة فرصة اكتساب خبرات واقعية متنوعة أثناء تعاملهم مع المشكلات المجتمعية، وأثناء تفاعلهم مع أقرانهم العاديين، ومن ثم تتكون لديهم مفاهيم أكثر واقعية عن أنفسهم وعن الحياة والعالم الذي يعيشون فيه، كما يمكن الأطفال العاديين من ملاحظة أقرانهم ذوي الاحتياجات في المواقف التعليمية والاجتماعية عن قرب، ما يؤدي إلى تحسين اتجاهات الأطفال العاديين نحو أقرانهم ذوي الاحتياجات الخاصة وزيادة تقبلهم لهم، إضافة إلى أنه يساعد على تنمية ثقة الأطفال في أنفسهم وتطوير مهارات التعامل الاجتماعي للطفل، والعمل على زيادة النمو اللغوي والاجتماعي، والتقليل من حدة شعور الأطفال بالوصمة من قبل المجتمع الخارجي المحيط به، مؤكداً أن مناهج التعليم المقدمة لهذه الفئة مناسبة وتقيس مستوى التفكير لديهم بصورة كبيرة.