الدولة وعنايتها بالسجون ونزلائها
علي خضران القرني
• من المأثورات الهادفة، في معناها ومبناها، والتي تتداولها المجتمعات في أحاديثها -قديماً وحديثاً- أن السجون ليست مجرد أماكن للعقاب بالنسبة للمحكوم عليهم في قضايا أوجبت حبسهم لمدد تتفاوت من شخص لآخر.. بل هي أماكن مؤهلة لتهذيب النفوس وإصلاحها ونسيان ماضيهم المحفوف بالأخطاء.
• والدولة -أيدها الله- منذ تأسيسها على يد المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- اهتمت بالسجون وبنزلائها (إيواءً وتوعية وتعليماً وتغذية وعناية)، فشملتها بكل مقومات الحياة من تعليم على كافة تخصصاته عن قرب وبعد، وبالمهن والحرف على اختلاف أنواعها وتشجيع من يحفظ القرآن الكريم بالتقليل من محكوميته، الخ ذلك من الحوافز والتشجيع الذي يلقاه السجناء بسجون بلادنا على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم وجنسياتهم، إضافة إلى حصول العديد منهم على المؤهلات الجامعية والمهن والحرف الأخرى خلال فترة محكومياتهم.
• ومن المبادرات الرائدة في مجال السجون، ما قرأناه هذه الأيام من إطلاق جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالتعاون مع مديرية السجون بالمنطقة الشرقية مبادرة (خدمة إصلاح) التي تتضمن توفير خدمات التعليم عن بُعد لنزلاء السجون، وقد قال مدير الجامعة: «إن (خدمة إصلاح) هي إحدى مبادرات الجامعة لخدمة المجتمع بالتعاون مع مديرية السجون بالمنطقة الشرقية، وتستهدف كافة النزلاء والنزيلات بسجون الشرقية لتوفير العديد من الخدمات لهم من ضمنها التعليم عن بُعد حيث تم تخريج مجموعة في مرحلة البكالوريوس، وهذا النمط من الدراسة يساهم في إعادة صياغة شخصية النزيل بتأهيله لسوق العمل عندما يفرج عنه».
• إن مبادرة (خدمة إصلاح) الرائدة التي تمت بالتعاون بين جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل ومديرية السجون بالمنطقة مبادرة رائدة وجهد موفق، تعود على نزلاء ونزيلات السجون بالخير والفائدة وتدفعهم للحصول على المؤهلات العالية التي تؤهلهم لسوق العمل بعد الإفراج عنهم.
• كما أن عناية الدولة -أيدها الله- بنزلاء السجون على مختلف جنسياتهم وتوفير احتياجاتهم ومتطلباتهم (إيواءً ومعيشة، وعلاجاً) مشاهدة وملموسة، ويعرفها البعيد قبل القريب، ومتابعة واهتمام وزارة الداخلية أثبتت فاعليتها وحققت ثمارها -سابقاً ولاحقاً-، (تعاملاً.. وأداء).
• ولا غرابة أن تجد السجون ونزلاؤها على مستوى المملكة من ولاة أمرنا هذه العناية الفائقة والاهتمام البالغ والجهود المكثفة وشمولها بالتقنية الحديثة (إيواءً.. وتأثيثاً.. ونظافةً.. وصيانة)، فبلادنا -والحمد لله- هي موئل الإسلام الأول، وحصنه الحصين ومنطلق شرائعه السماوية (عدالة.. ومساواة.. وإنسانية) ولا يخفى على من تعامل معها أو عاش بين ظهرانيها عن بعد أو قرب ذلك.. وبالله التوفيق.