نهار الشمري – جدة

مهنٌ عديدة قد تتعدى الثلاثة مهن وصاحب هذه المهن عاملٌ واحدٌ لا يتغير هذا هو حال بعض العمالة الوافدة التي تملأ شوارع معروفة بعينها ، فهي تفتقر إلى الخبرة أو حتى التدريب ففي جدة مثلاً يعملون في مجال السباكة أحياناً ، وفي مجال البناء أحياناً أخرى ، ولا يمانعون العمل في مجال الكهرباء المنزلية إذا اقتضى الأمر ، والشاهد هنا شارع السبعين في جدة الذي يشهد تجمع تلك العمالة غير النظامية . وشارع الإسكان وشارع الروضة الذي يَعُج بأصحاب المهن غير النظامية بل إن بعضهم امتهن عدة مهن هنا في المملكة دون أن تكون له خلفية مسبقة عنها حتى تحولت تلك الشوارع إلى مدرسة كبيرة لمن يرغب بتعلم أي مهنة لتكون الضحية بالنهاية هو العميل ، قد تكون الأسعار التي يقدمها العامل في تلك الشوارع أقل بعض الشيء من أصحاب المهن المرخصة في بعض المحال لكنها باتت بالرغم من ذلك مطلباً للكثير في ظل ارتفاع الأجور التي تضاعفت للعمالة المدربة والمختصة في مجال البناء أو حتى السباكة والكهرباء وغيرها ، وعبر جولة ميدانية قامت بها « اليوم « لتلك الشوارع التقطت العديد من الممارسات التي تصدر عن بعض العمالة غير النظامية كما استطلعت بعض آراء المتعاملين مع تلك العمالة ، فيقول إبراهيم سده صاحب محال أدوات بناء بأن من يلجؤون لتك العمالة من الزبائن هم في الحقيقة يهربون من أسعار الأجور المرتفعة فأصحاب المحال لا بد أن تكون أجورهم مغايرة نظراً لأمور كثيرة منها إيجار المحال والتكاليف الكثيرة التي يتحملونها لكن في النهاية هناك فارق فالعمالة المدربة والمحترفة تحرص المحال على استقطابها ، فتوافر المحلات المُرخصة ضماناً للعميل بحيث لو أن العامل لم يُنه عمله بالشكل المطلوب يستطيع الزبون أن يتفاهم مع صاحب المحل أما من يلجؤون للعمالة غير النظامية فلا ضمان على عملهم بعد خروجهم من منزل الزبون ، وفي ظل ارتفاع أجور العمالة النظامية المدربة أصحبت دوافع البعض تميل بالمجازفة لجلب العامل صاحب الأجر الأقل حتى ولو كان غير متقن للمهنة بالشكل المطلوب خصوصاً إذا علمنا ما طال أدوات البناء وحتى السباكة والكهرباء من ارتفاعات متتالية خلال السنوات الماضية  تجاوزت 30 في المائة ، ويقول هاشم زايد بأن الأسعار غير المنطقية والمرتفعة لبعض أصحاب المهن دفعت الكثير من الزبائن إلى طلب الأجر الأقل بالرغم من أنهم على علم بما قد يتسبب ذلك من عدم الإتقان مبيناً بأن بعض العمالة حتى ولو كانت غير نظامية قد تكون ماهرة لكنها غير نظامية فقط أما البعض الآخر فهو يتعلم هنا ، ومن خلال الزبائن حيث يقدم أسعارا مغرية إلى أن يتعلم بشكلٍ أو بآخر وحينها يرفع أجره تدريجياً ، ومن جانب آخر ينادي البعض بإنشاء معاهدة مختصة لتعلم المهن ولو بشكلٍ مبسط في الكهرباء أو حتى السباكة المنزلية ولو كانت معاهد ربحية حتى يستطيع المواطن على الأقل في حل ومعالجة الأمور البسيطة داخل منزله حتى لا يقع فريسة سهلة لعمالة ليست مدربة أصلاً تتعلم داخل منزله حتى تتقن المهنة .

المصدر:صحيفة اليوم