أكد الإعلامي الدكتور فهيد بن سالم العجمي، أن المملكة العربية السعودية تتعرض لحملات تشويه مغرضة في الآونة الأخيرة بالتزامن مع أزمة الصحفي السعودي جمال خاشقجي في تركيا، الحملات المغرضة كرست لها بعض الدول كل أدواتها الإعلامية والسياسية، حتى إن بعض القنوات والمواقع ووكالات الأنباء راحت تكيل الاتهامات وتشد حبال الانتقادات، أظهرت خلالها حقدها الدائم على المملكة بسبب مكانتها الإسلامية والإقليمية والعالمية، حتى إنهم لم يتورعوا في تقزيم دورها والتحايل على الحقائق والوقائع.

وقال “العجمي”: لقد ذهب الكثيرون من الحاقدين “شخصيات ووسائل إعلام” إلى تحويل الدور الواضح والمتجلي للجميع للمملكة إلى دور عكسي يرضي فقط رغباتهم وأحقادهم ضد المملكة.

وتقف المملكة العربية السعودية أمام موجات متكررة من الإساءة عبر حملات معادية، لم يمضِ وقت طويل حتى تزول، فالحملات التي تشن ضدها تكون منظمة وتتخذ توقيتاً يستبق أو يتزامن مع أحداث إيجابية ستشهدها المملكة؛ وذلك لأهداف التشويه والإخلال بإتمام هذه الإيجابيات، وفي مراجعة لسجل هذه الحملات دائماً ما تكون مع صفقات تجارية أو تغييرات اجتماعية، ويكون المستفيد من عدم تنفيذها أو المستفيد من حدوث تغييرات فيها أحد داعمي هذه الحملات.

وأضاف: رغم من قوة وتعدد الحملات التي تُشن، إلا أنها لم تستطع التأثير على نهج المملكة التي تحافظ على ثوابتها دون اهتزاز، ونجحت في تجاوز تلك المكايد بتوفيق الله، ومن ثم بما تتمتع به قيادتها من حكمة وقوة مواقفها التي تستمدها من بياض سجلاتها وتلاحم شعبها وقيادتها.

وأردف: في قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، نجد أن المملكة العربية السعودية اتخذت موقفاً دافعه فقد أحد مواطنيها، على الرغم من قوة الحملة التي توجّه الاتهامات جزافاً باتجاه المملكة وشعبها، والتي تنطلق بدافع تسييس قضية سعودي مفقود في تركيا.

وتابع: محللون ومراقبون سياسيون أكدوا أن ما تتعرض له المملكة حاليًا ليس بجديد، فعلى مر التاريخ تعرضت لحملات قوية ودائمًا ما يكون لها أهداف ومآرب أخرى، وتتكرر تلك الحملات في كل خطوة دولية كانت أو محلية تتخذها قيادات المملكة لا تُرضي بعض الأطراف، ويتخذون من الحدث الراهن ساترًا يختبئون وراءه لإظهار أحقادهم وأمراضهم.

شائعات معادية

وقال “العجمي”: المغرضون أطلقوا عديد الشائعات في قضية اختفاء الصحفي خاشقجي، وأنجزت عديد وسائل الإعلام وراء تلك الشائعات وارتكبت سقطات مهنية لا تغتفر، البعض زعم أن السعودية متورطة في قتل أحد أبنائها وتقطيع جثته، فيما زعم آخرون أن المملكة في ورطة وتبحث عن مخرج من الأزمة بعد أن تم تصفية خاشقجي داخل القنصلية السعودية في تركيا، وهو ما نفته المملكة جملة وتفصيلاً وطلبت انتظار إتمام التحقيقات التي تتطلب الكثير من الوقت لصعوبة الحدث وغموضه واشتراك أطراف عديدة فيه.

وأضاف: أحد أعرق وأقدم وكالات الأنباء العالمية نقلت عن موقع مضلل أن المملكة بدأت التحقيق مع القنصل السعودي بتركيا، محمد العتيبي، بعد استدعائه إلى العاصمة الرياض، زاعمين أنه متورط في حادث اختفاء أو ربما قتل الصحفي السعودي، وهو ما نفته قيادات المملكة أيضًا، مشددين على أنهم حريصون على إظهار الحقيقة كاملة ولكن وفقًا لمجريات وسير التحقيق وليس بناءً على تخمينات واستنتاجات البعض.

وأردف: عدد من المراقبين للأوضاع السياسة والإعلامية أشاروا إلى تعرض المملكة لحملات مزيفة وشائعات كاذبة عبر التاريخ، فلا يمكن لأحد أن ينسى الحملات المغرضة التي تعرضت لها بعدما طلبت تحالفاً دولياً لتحرير دولة الكويت بعد الغزو العراقي للإساءة للمملكة، كذلك لا يمكن أن ننسى ما تعرضت له من حملات مباشرة من كل الاتجاهات بعد أحداث ١١ سبتمبر وتوجيه التهمة لها، ولا يمكن أن ننسى الهجوم عليها حين كانت تموّل المراكز الإسلامية والدعوية والمساجد بحكم أنها تمول الإرهاب.

وتابع: المملكة تعرضت لهجوم وضغوط أمريكية بعد أن عقدت صفة سرية مع الصين لشراء السلاح وصواريخ، واستطاعت إدخالها للمملكة بكل سرية، لا يمكن أن ننسى قانون “جاستا” وكيف أبقت أمريكا هذا القانون سيفاً مسلطاً على السعودية حتى استطاعت الحصول على البراءة مؤخراً.

وقال “العجمي”: المحللون كشفوا أن الحملات الممنهجة لا تأتي دائمًا من الغرب فلا يمكن تجاهل الضغوط الغربية حين وقفت السعودية مع دولة البحرين، وأرسلت حينها الدرع الخليجي لحماية البحرين من السقوط في أيدي الفرس، ولا يمكن أن ننسى كيف واجهت الضغوط العربية حين وقفت مع  وحمتها من السقوط، وكيف واجهت المملكة الضغوط الدولية من أجل قضية فلسطين منذ عهد المؤسس إلى وقتنا الحاضر، أو ما يحدث في اليمن واتهام المملكة بخرق وانتهاك حقوق الإنسان.

وأضاف: لقد كان رد الفعل السعودي عنيفًا جدًا على تلك التغريدات، إذ أعلنت الرياض قطعها كافة علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع أوتاوا، كما قطعت حتى البعثات الدراسية للآلاف من طلابها في كندا، وقطعت أيضًا الرحلات العلاجية لمرضى سعوديين هناك، وأوقفت رحلات الطيران بين البلدين في خطوة أصابت العالم بالذهول.

وأردف: أما قصة اختفاء أو قتل الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي، في مقر قنصلية بلاده في إسطنبول، فربما تكون القشة التي قصمت ظهر البعير، وربما تصبح وفق رأي مراقبين نقطة التحول الأخيرة، في وجهة نظر كل من دعم صورة ولي العهد السعودي كزعيم إصلاحي، وقد بدا ذلك واضحًا في كتابات إعلاميين وكتاب غربيين، كانوا قد انحازوا لخطوات ولي العهد السعودي الإصلاحي، إبان وصوله للسلطة، والذين أكدوا على أن كل تلك الحملات التي نظمت للترويج لرؤية ولي العهد السعودي، ربما ذهبت نتائجها أدراج الرياح بعد تفجر قضية اختفاء أو قتل خاشقجي.

وتابع: يضاف إلى ذلك تراجع مؤسسات إعلامية دولية مرموقة، منها النيويورك تايمز، وشبكة بلومبرج، ومجلة الإيكونومست الاقتصادية البريطانية الرصينة، وصحيفة الفايننشال تايمز البريطانية أيضا للمال والأعمال، ضمن مؤسسات دولية أخرى كبرى، عن حضور مؤتمر مستقبل الاستثمار في المملكة العربية السعودية، والمزمع انعقاده نهاية الشهر الحالي في العاصمة السعودية الرياض.