د. سهيلة زين العابدين حماد

في هذه الحلقة سأتحدث عن اتفاقية العمل اللائق لعمل المنازل في يونيه 2011م التي وضعتها منظمة العمل الدولية, والتي يتضح فيها انحياز المنظمة للعمالة المنزلية على حساب المستقدمين, وواضح أنّ هذه الاتفاقية وُضعت من أجل العمالة المنزلية العاملة في دول مجلس التعاون؛ إذ يتضح هذا من : أولًا : إصرارها على استخدام مصطلح» العمال المنزليون المهاجرون» على العمالة المنزلية المتعاقد معها في البند (1) من نص المادة ٧, والبند (1) من المادة( ١٧) ,فالمنظمات الدولية مصرة على استخدام مصطلح» العمالة المهاجرة» في تقاريرها عن العمالة المتعاقد معها في دول مجلس التعاون, لهدف المطالبة لهم بحقوق المهاجرين, وهناك فرق بين المهاجر, وبين المتعاقد معه للعمل لفترة محدودة. ثانيًا: إعفاء العمالة المنزلية من المسؤولية القانونية, وقصرها على كل من الأسرة ووكالة الاستقدام, وذلك في البند (1) من المادة( 17) وكأنّ هذه العمالة لا تمارس جرمًا ولا عنفًا ضد أفراد الأسرة التي تعمل لديها, متجاهلة حوادث القتل والسرقة والسحر والشعوذة, والإيذاء, واستخدام العنف ضد الأطفال من قبل هذه العمالة والتي تذخر بها محاضر الشرط في دول مجلس التعاون. ثالثًا: الفقرات (أ), و(ب), و(ج ) من المادة البند (1) من (9) التي لا تلزم العمالة المنزلية بالبقاء في المنزل أو مع أفراد الأسرة خلال فترات راحتهم اليومية أو الأسبوعية أو إجازتهم السنوية, ولهم الحق في الاحتفاظ بوثائق سفرهم وهويتهم. فهذه الشروط من حق العمالة المنزلية الوطنية, أو المقيمة إقامة دائمة, ولكنّها لا تنطبق على العمالة المنزلية المُستقدمة من الخارج التي لا تتوفر لديها أُسر تعيش معها, فكيف يُسمح لعاملتك المنزلية أن تبيت خارج بيتك؟ ومع مِن تبيت؟ فإن غفلت عيناك عنها قليلًا قد تقيم علاقة غير شرعية مع سائقك, أو سائق الجيران, أو مع عامل يدخل بيتك لبضع دقائق, وهل تضمن عدم اتفاقها مع عصابة لسرقة بيتك, أو هربها خاصة وإن أعطيتها جواز سفرها وإقامتها؟ والاتفاقية لم تقدم لك أي ضمان للحفاظ على حقك في حالة السرقة والهروب, ثمّ إنّ تكوين علاقات غير شرعية قد يترتب عليها حدوث حمل, أو إصابتها بمرض الإيدز, والغريب أنّ الاتفاقية لا تعطيك حق الكشف عن مرض الإيدز وعن الحمل طبقًا للفقرة (ج) من بند (3) من باء – التوصية المقترحة بشأن العمل اللائق للعمال المنزليين ,وهذا أمر لا يمكن قبوله؛ إذ كيف يتم التستر على إصابة عاملتك المنزلية بمرض الإيدز, وهو مرض معدٍ قاتل, وأنت تتعامل معها دون أية احتياطات, فمثلًا لو جرحت بالسكين أثناء تقطيعها للخضار, وجاءت ربة المنزل لتطهر جرحها, ولامست دمها, فستُصاب بالمرض, وإن كانت حاملًا سيُصاب جنينها أيضًا بالمرض, ثمّ أنّ هناك البعض من حاملي وحاملات المرض لديهم حقد على المجتمع, ويتعمدون نقله إلى الآخرين, فما بالك بالعاملات المنزليات اللواتي يحقد بعضهن على من يعملن لديهن, فقد يقتلنهن, أو يُلحقن الأذى بأطفالهن, ومنهن من يضع دما في الطعام الذي يعددنه للأسرة التي يعملن عندها, فكيف تضع منظمة العمل الدولية شروطًا مجحفة كهذه تودي بحياتنا؟ثالثًا: الفقرة (و) من البند (20) من باء – التوصية المقترحة بشأن العمل اللائق للعمال المنزليين تنص على توعية العمال المنزليين بحقوقهم, وبالقوانين واللوائح» متجاهلة توعيتهم بواجباتهم!! الأغرب أنّ أصواتًا خليجية تُطالب دولها بالتوقيع على هذه الاتفاقية لحل أزمة الاستقدام بدلًا من أن تعترض عليها لانحيازها التام للعمالة المنزلية, وتعريض مواطني دول مجلس التعاون إلى مخاطر الإصابة بالإيدز! والذي أراه أنّ الحل الأمثل لهذه الأزمة مقاطعة استقدام العمالة المنزلية النسائية, وأرجو أن تتجاوب معي الأسر السعودية, وتتبنى هذه المقاطعة حفاظًا على كرامتنا وصحتنا وحياتنا التي لا تعني شيئًا لمنظمة العمل الدولية.

المصدر:صحيفة المدينة