«النيابة» تكشف لغز تعرض طفل «راعي إبل» للتعذيب
عكاظ (جدة)
ذكرت مصادر مطلعة عن مباشرة النيابة العامة لإجراءات التحقيق بشأن تعرض طفل للتعذيب والإيذاء من قبل أحد الأشخاص، وتعود تفاصيل تلك الحادثة إلى ورود بلاغ من مستشفى تخصصي للأطفال عن وجود حالة لطفل به إصابات متفرقة في جسمه وجرى تنويمه بوحدة العناية المركزة للأطفال.
وبانتقال المحقق المختص للمستشفى وسماع أقوال الطفل اتضح أنه يبلغ الثانية عشرة من عمره(غير سعودي)، وأفاد أنه يعمل راعياً للهجن لدى أحد الأشخاص وأن المتهم يعمل معه في تربية الإبل ومن بني جلدته، ودائماً ما يقوم بضربه، وفي هذه الواقعة قام بضربه بسلك كهرباء وسيخ حديد بأماكن متفرقة من رأسه وظهره وبطنه، وركله بقدمه وتقطيع أجزاء من جسده مستخدماً في ذلك الكماشة (الزرادية)، وعض ظهره بشكل مستمر وربطه بالحبل عدة مرات لمدة تتراوح إلى خمس ساعات، ومنعه من الغذاء والماء لفترات طويله، بحجة أنه لم يقم بالعمل على الوجه المطلوب، وصدر بحقه تقرير طبي من الجهة المختصة، يفيد إصابته بفشل كلوي حاد بسبب الجفاف الشديد وتكسر العضلات الهيكلية، وعدة كسور في الأضلاع، وكدمات متعددة وسحجات على أماكن متفرقة من جسده بما في ذلك أعضاءه التناسلية، بالإضافة إلى وجود آثار عض إنسان بالغ من أعلى الظهر وفشل مزمن بالنمو بسبب سوء التغذية، وباستجواب الجاني يبلغ من العمر(٢٣) عاما، أقر بضرب المجني عليه بمطرقة صغيرة على أسفل ظهره مرتين، وبتوسيع دائرة التحقيق وصولاً لكيفية الحاقه بتلك الأعمال ورب العمل ومن توسط وشارك في ذلك، تبين أن خاله من قام بإحضاره من مكة إلى الرياض للعمل راعي للإبل لدى مالكها.
وانتهى التحقيق بتوجيه الاتهام للجاني بالشروع في قتل الطفل المجني عليه والجناية عمداً على ما دون النفس، بتعذيبه وإيذائه وربطه وحبسه عن الأكل والشرب لفترات طويلة والاعتداء عليه بآلة حادة وقاطعة، والتهديد، مما تسبب في إصابته بالإصابات الموصوفة بالتقرير الطبي المذكور، والمٌجرم ذلك كله في ضوء أحكام الشريعة الإسلامية، ونظام الحماية من الإيذاء، ونظام حماية الطفل.
واتهام خال المجني عليه ومالك الإبل بالإتجار بالأشخاص وطلب معاقبتهم في ضوء العقوبات الواردة في تلك الأنظمة، مع توفير الإيواء والرعاية والاجتماعية والنفسية والصحية والمساعدة اللازمة للمجنى عليه.