انخفاض قضايا العنف الأسري بعسير
هيكلة دار الحماية لتصبح نسائية
محمد طالبي (أبها)
انخفضت قضايا العنف الأسري في منطقة عسير مؤخرا بعد اتخاذ عدد من الدوائر الحكومية إجراءات متكاملة للحد منها من خلال توقيع عدة اتفاقيات وفتح قنوات اتصال مباشرة على مدار الساعة لمباشرة أي حالات أو قضايا عنف أسري بالمنطقة.
وبحسب مصادر فإن النساء يتصدرن قائمة الذين يتعرضون للعنف في المنطقة، حيث يلجأن للجهات الحكومية لطلب الحماية من الزوج أو الأب أو الأقارب على خلفية قضايا متعددة بعضها لطلب الحريات، وأخرى لأمراض نفسية، وقضايا تتعلق بتعاطي أحد أفراد العائلة المخدرات.
وأوضح المتحدث الرسمي للشؤون الاجتماعية بعسير علي الأسمري، أن وزير الشؤون الاجتماعية أصدر أمره مؤخرا بتكوين فرق عمل على مدى 24 ساعة لمباشرة أي قضايا عنف في أي وقت، وباشرت تلك الفرق قضايا بمنتصف الليل وقبل الفجر، وخلال النهار، مؤكدا أن الوزارة قضت بعدم انتظار التوجيهات من الجهات المعنية، إلا في الحالات التي تتطلب وجود حماية أمنية.
وعن قضايا العنف الأسري في منطقة عسير مؤخرا، كشف الأسمري أن دار الحماية تم تحويلها لنسائية بالكامل، كون معظم القضايا التي تباشرها الشؤون للنساء والأطفال، مما دعا الوزارة إلى إعادة هيكلة دار الحماية لتصبح نسائية، كما أن لدى الوزارة دور إيواء لجميع الفئات السنية، لاستضافة أي فرد يتعرض لأي نوع من أنواع العنف.
وأكد الأسمري أن الشؤون الاجتماعية تباشر الحالات التي يتم رصدها أو الإبلاغ عنها عبر أخصائيين نفسيين واجتماعيين، مشيدا بتعاون الجهات الأمنية لدعم فرقها في حال صادفتهم عوائق في أداء مهامهم أو تعرضوا للتهديد أو رفض رب الأسرة التعاون مع الباحثين، مشيرا إلى أن الشؤون الاجتماعية تقوم بدور إيوائي وصحي ونفسي وتربوي متكامل، إضافة إلى خدمات أخرى تقدم للمستفيدين، مشددا على أن الشؤون تتبع الشفافية في تعاملها مع جميع وسائل الإعلام، وترحب بكل الاستفسارات والاقتراحات بخصوص تلك القضايا.
من جانبه قال المشرف العام على فرع هيئه حقوق الإنسان بعسير الدكتور هادي اليامي: «إن الهيئة تتواصل على مدار الساعة مع شرطة المنطقة، وفرق الهيئة مؤهلة لمباشرة أي حالات انتهاك للحقوق سواء كانت لموقوفين أو في المنازل أو العمل»، مشيرا إلى أن دور الهيئة رقابي، حيث تقوم بإشعار الجهات ذات العلاقة وبحث الانتهاكات في مجال حقوق الإنسان.
وعن قنوات التواصل أكد الدكتور اليامي أن الهيئة تعمل ليل نهار، ولا تتقيد بساعات العمل الرسمية، بل تم تأهيل وتدريب وتجهيز فرق رجالية ونسائية لمباشرة أي حالات على مدار 24 ساعة وفي أي مكان كان، ولا تعترف الهيئة بالعوائق والصعوبات الجغرافية، بل تصل لجميع الناس في أماكنهم وتباشر جميع الحالات التي يتم رصدها أو الإبلاغ عنها هاتفيا أو من خلال الإيميل أو الرسائل، مشددا على الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام كشريك أساسي للهيئة في الرصد، مؤكدا أن الهيئة باشرت عدة قضايا حقوق إنسان من خلال وحدة متخصصة في الرصد الإعلامي من خلال ما يطرح في الصحف الرسمية، ومواقع التواصل الاجتماعي، وتتم مباشرتها فورا دون تأخير. وأضاف أن الهيئة ترحب دون سابق ترتيب بأي جهة إعلامية لزيارتها والوقوف على برامجها والاستفسار عن أي جانب.
وأشار الناطق الإعلامي لشرطة عسير المقدم عبدالله آل شعثان إلى أنه توجد آلية متبعة وسياسة متفق عليها بين هيئة حقوق الإنسان والشرطة، حيث يتم إشعارهم عن طريق هيئة التحقيق والادعاء العام، ويوجد تنسيق مشترك وتعاون دائم للإشعار بالقضايا لحظة وقوعها، خصوصا التي تخص العنف الأسري أو حقوق الإنسان. وأما فيما يتعلق ببحث الحلول الممكنة لحماية الأسر من الاعتداءات، بين آل شعثان أن ذلك مسار بحث مستمر ودراسة ورصد لمثل تلك القضايا التي لم تصل إلى ظاهرة، وحتى مع الحالات النادرة يوجد رصد وتحليل وبحث وتحر ودراسة، وتعاون مستمر واجتماعات دائمة مع هيئة حقوق الإنسان في مثل تلك القضايا، والعمل على مدار 24 ساعة وطوال أيام الأسبوع.
المصدر: صحيفة عكاظ