رنا حكيم من جدة
على الرغم من الصورة التي نقلتها إعلانات التوعية التي بثتها وزارة الصحة عن أهمية الكشف المبكر لمرض سرطان الثدي وسهولة إجراءات الفحص عبر عدد من المستشفيات في المحافظات المختلفة، إلا أن عددا من المواطنات فوجئن بصعوبة إجراء الفحص في اليوم ذاته على عكس ما ذكر في برامج التوعية.
من جانبها، أكدت لـ”الاقتصادية” وزارة الصحة، أن إجراءات الفحص لا تتم في جميع المستشفيات، إذ يقتصر الفحص على المستشفيات التي لديها أجهزة الفحص الإشعاعي “الماموجرام”، كما أن الفحص لا يتم إلا عن طريق تحويل من مركز صحي إلى المستشفى الحكومي، وبموجب هذا التحويل يتم فتح ملف للمريضة ومن ثم أخذ موعد مع طبيب مختص في الجراحة أو طب الأسرة، ومن خلال الطبيب يتم إرسال المريض لقسم الأشعة لعمل الفحص.
وكشفت جولة قامت بها “الاقتصادية” على عدد من مستشفيات محافظة جدة أن أغلبية السيدات الراغبات في الفحص يصطدمن عند ذهابهن للمستشفيات الحكومية بهدف الفحص، بأن قسم الاستقبال في المستشفيات يعتذر عن قبولهن لعدم وجود تحويل من مركز صحي قريب من منزلهن، على الرغم من أن الموقع الخاص بالتوعية وكذلك المثقفون الصحيون في البرامج التي نفذتها وزارة الصحة في المستشفيات والمراكز الصحية لم يوضحوا تلك النقطة، واستمروا في تشجيع النساء على الذهاب مباشرة للمستشفيات المخصصة للفحص.
وذكرت لـ”الاقتصادية” إحدى المراجعات المهتمات بالفحص، أن مستشفى شرق جدة اعتذر عن قبولها بحجة عدم وضوح آلية إجراءات الفحص من قبل المسؤولين في المستشفى، إذ لم يخصص المستشفى آلية محددة وطبيبا مختص لإجراء الفحص، على الرغم من وجود تعميم من وزارة الصحة للمستشفى لكي يكون ضمن برنامج التوعية.
من جانبها، أكدت لـ”الاقتصادية” دانية الشيخ، ناشطة في مجال التوعية بأهمية الفحص المبكر لسرطان الثدي، وإحدى المكافحات للمرض، أن المرأة الذكية هي التي تبحث عن الفحص المبكر قبل الإصابة، إلا أن برامج التوعية التي تقيمها وزارة لا تستهدف عمل برامج للسيدات بعد الإصابة، خصوصا أن الحياة اليومية للمرأة السعودية بعيدة تماما عن الحياة الصحية، ما جعل أمراض السرطان بين النساء في تزايد.
وأشارت إلى أن العلاج فيما يخص السرطان متقدم جدا وهناك علاجات في الصين يشفى فيها المرضى خلال عشرة أيام فقط، مشددة على ضرورة أن تفحص الفتاة التي حولها قريبة مصابة بالسرطان في سن العشرين، فضلا عن عدم إهمال متابعة حالتها سنويا بالكشف الدوري.