توصية تمكين المرأة من الوظائف الدبلوماسية القيادية بالسفارات تسقط بفارق صوت واحد
الرياض – سعاد الشمراني
بفارق صوت واحد، سقطت في مجلس الشورى أمس، توصية مهمة لتمكين المرأة من شغل الوظائف الدبلوماسية القيادية في سفارات وقنصليات وبعثات المملكة بالخارج، على رغم أن جميع الأعضاء في المداخلات أعربوا عن تأييدها وأهميتها، ما دفع أعضاء إلى أن يكون التصويت علنياً، للوقوف على مواقف ما أسموه «الكتلة الصامتة»، التي لا يُعرف موقفها من قضايا المرأة أمام المجلس والمجتمع.
وسألت «الحياة» إحدى من قدموا التوصية، لطيفة الشعلان، عن الأسباب الدافعة لمعارضي التوصية، فقالت: «التوصية لم يعارضها أحد في المداخلات، ومع ذلك سقطت بفارق صوت واحد، ومن الصعب التنبؤ بوجهة تصويت «الكتلة الصامتة»، فلا أحد يعرف رأيهم، وهذا يتكرر كثيراً».
وأضافت: «سقوط التوصية مؤسف حقاً، لكن الأمل معقود في وزارة الخارجية، لتنفيذ مضمونها، فما زالت نسبة النساء السعوديات في العمل الدبلوماسي لا تتجاوز خمسة في المئة في سفارات وملحقيات وقنصليات وبعثات المملكة في الخارج»، مشيرة إلى أن سفاراتنا في دول العالم من الشرق الأوسط إلى أوروبا تعج بالموظفات من جنسيات عربية مختلفة، وآن الأوان لأن نرى السعوديات ذوات الكفاءة محلهن، سعياً لتمكين المرأة وتحقيق أهداف رؤية ٢٠٣٠.
وتابعت الشعلان قائلة: «ما يخفف من وقع الإحباط الشخصي لدي أن كثيراً من مبادرات الأعضاء، التي سقطت في المجلس أو عرقلت لأي سبب، تحولت إلى قرارات تنفيذية أخذت بها الوزارات، فالحراك هو أحد مخرجات الشورى العفوية، التي لا تخضع للقياس، لكنني رصدتها خلال الدورة الماضية والحالية».
بدورها، قالت نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية الدكتورة موضي الخلف لـ«الحياة»: «إن توصية تمكين المرأة من شغل الوظائف الدبلوماسية القيادية في سفارات وقنصليات وبعثات المملكة بالخارج كانت من التوصيات النوعية لتمكين المرأة في قطاع مهم يخلو من النساء في المناصب القيادية، ويعرض وجه المملكة أمام العالم، وتبنتها لجنة الشؤون الخارجية بمثابة توصية إضافية طرحت اليوم (أمس)، لذا استغربت جداً سقوط هذه التوصية في المجلس، ولا سيما أن جميع المداخلات كانت مؤيدة للفكرة في مجملها».
وبينت أنها استغربت أكثر عدم مداخلة الأصوات المعارضة، التي تجاوزت 40 صوتاً، لتبيان وجهات نظرهم وأسباب رفضهم التوصية، ولعل هذا يدل على أهمية أن يكون التصويت علنياً، لنعرف نحن الأعضاء مواقف بعضنا البعض، وليعرف المجتمع الذي نمثله مواقف أعضاء المجلس من القضايا المختلفة المطروحة.
وزادت الخلف: «أظن أننا سنرى سفيرات وموفدات على مستوى ملحق ثقافي وصحي وتجاري قريباً»، موجهة ما وصفته بـ«تحية تاريخية» إلى مقدمي التوصية بتمكين المرأة من العمل القيادي في سفارات وقنصليات وملحقيات المملكة، ودعمهن لمناصب في المنظمات الدولية.
واتفقت معها لطيفة الشعلان، وقالت: «إعلان نتيجة التصويت بالأسماء سيخلق مناخاً مختلفاً داخل المجلس، وسيجعل كل صوت تحت رقابة المجتمع، واستشعار المسؤولية الكاملة»، مضيفة: «سفارات المملكة مليئة بموظفات من جنسيات عربية مختلفة، ومطلوب إحلال السعوديات المؤهلات محلهن».
إلى ذلك، طالب مجلس الشورى، خلال جلسته الثانية من أعمال السنة الثانية للدورة السابعة، التي عقدها أمس، برئاسة رئيس المجلس الشيخ الدكتور عبدالله آل الشيخ، وزارة الخارجية بصياغة وثيقة للسياسة الخارجية السعودية، تتضمن تشخيص الوزارة للبيئتين الإقليمية والدولية وما فيها من فرص وتحديات، وتحديد الأولويات على مستوى الدول والقضايا، تكون مرشداً للدبلوماسيين، وتوضح رؤية المملكة السياسية وتوجهاتها للمهتمين كافة، مع ضرورة تحديث هذه الوثيقة كلما اقتضت الحاجة.
واتخذ المجلس قراره بعد أن استمع إلى وجهة نظر لجنة الشؤون الخارجية في شأن ملحوظات الأعضاء وآرائهم التي أبدوها تجاه التقرير السنوي لوزارة الخارجية للعام الماضي، وطالب المجلس الوزارة بدعم مندوبيات المملكة وبعثاتها في نيويورك وجنيف وبروكسيل وفيينا بكوادر تتمتع بتأهيل عالٍ وخبرة في مجالات العلاقات الدولية والقانون الدولي والإعلام.
وحث المجلس في قراره وزارة الخارجية على تحديث لائحة الوظائف الدبلوماسية وما تتضمنه من واجبات وحقوق، بما ينسجم مع تحديات العمل الدبلوماسي، وما تقتضيه خطة التحول الاستراتيجي للوزارة، ويرتقي بأداء الدبلوماسية السعودية، داعياً الوزارة إلى تطوير بوابتها الإلكترونية، وإثرائها بالمعلومات المهمة عن المملكة باللغات الإنكليزية والفرنسية والإسبانية.
كما طالب المجلس وزارة الخارجية بالتنسيق مع وزارة الخدمة المدنية لدرس وضع حوافز للموظفين الدبلوماسيين والإداريين للعمل في دول غير جاذبة في أفريقيا وآسيا.