جامعات تتحصن بعقود الساعة للتهرب من توظيف السعوديين
الطائف: سلطان الحارثي 2016-08-28 12:50 AM
لجأ عدد من الجامعات إلى التعاقد مع حملة الشهادات العليا من السعوديين بنظام الساعة للتهرب من توظيفهم، إذ كشفت بعض الجامعات خلال الأسبوع الماضي عن رغبتها في التعاقد بنظام الساعة مع متعاونين ومتعاونات من حملة الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس من الكوادر الوطنية المؤهلة.
بعد حملة انتقادات واجهتها الجامعات السعودية نتيجة توسعها في استقدام المتعاقدين من خارج المملكة وتجاهل خطط التوطين، لجأت بعض الجامعات إلى التوجه للتعاقد مع حملة الشهادات العليا من السعوديين بنظام الساعة للتهرب من توظيفهم، إذ كشفت عدد من الجامعات خلال الأسبوع الماضي عن رغبتها في التعاقد بنظام الساعة مع متعاونين ومتعاونات من حملة الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس من الكوادر الوطنية المؤهلة للعمل في عدد من الكليات الجامعية خلال الفصل الأول العام الجامعي 1437/1438، وسد العجز القائم، في عدد من التخصصات النظرية.
تأخير المستحقات
اعتبر عدد من المطالبين بالوظائف الأكاديمية من حملة الشهادات العليا هذه الخطوة من الجامعات السعودية تهربا من التوظيف، إذ إن التعاقد بنظام الساعة لا يخدم الطالب الجامعي ولا يحقق أهداف الجامعة.
وقال أحد الأكاديميين السعوديين الذي سبق أن عمل متعاوناً بإحدى الجامعات والذي فضل عدم ذكر اسمه، إن المتعاون السعودي بلا عقد فقد يستغنى عنه في أي لحظة، ويفرض عليه الجدول الخاص بمحاضرته، والمستحقات المالية المقدرة لا يعلم عنها شيئاً، ويتم حصرها من قبل متعاقدين هم المسؤولون عنه حتى في لجان الاختيار، ويتم تأخير المستحقات المالية وتصرف في نهاية الفصل.
وأضاف أنه كمتعاون يحرم من حضور اجتماعات الكلية والأقسام، ولا يبلغ بأي معلومة إلا عن طريق المتعاقد الأجنبي، كما تهمل طلبات الالتحاق بالجامعة والتثبيت بحجج تعجيزية، ويتم إقناعه بالاستمرار كمتعاون تحت تهديد الاستغناء عني بأي لحظة.
وتابع أن الطلاب يعلمون أن المحاضر متعاون ومؤقت “درجة ثالثة” فيكون عرضة للشكاوى والمشاكسات، كما يتعرض المتعاون لابتزاز أكاديمي خطر، كرفع معدلات بعض الطلاب واعتماد كتب لأساتذة بالكلية بعضهم متعاقدون، وأيضاً لا يملك أي حق في الاستئذان لأي ظرف، كما أن حقه الأدبي في الانتساب للجامعة يسلب بمساءلة شفهية.
الأمان الوظيفي
قال الدكتور مشعل الشمري إن نظام التعاون الذي تلجأ إليه الجامعات لا يوجد به أمان وظيفي، كما أن عدم الثقة بالمتعاون وبالمادة التي يدرّسها ونفض اليد من تعيينه تعتبر أسلوب مراوغة وعدم وضوح وتخبطا، وبين الدكتور مبارك الدوسري أن تعاون الجامعات مع الأكاديميين السعوديين الذي تنتهجه الآن الجامعات لتدريس عدد من التخصصات التي تعاني عجزا، هو هروب بطريقة ذكية من توظيف السعوديين.
نظام مجحف
بين الدكتور أحمد سلامي أن نظام التعاون في الجامعات نظام مجحف يستهدف أبناء الوطن، بينما يصب في مصلحة المتعاقدين الأجانب، في الحصول على رواتب عالية بدون تأخير، ومبالغ مالية عالية لتدريس طلاب الانتساب والدراسات العليا والبرامج وغيرها، وبدل سكن، وتذاكر سفر، وتأمين صحي، وتدريس أبنائه في مدارس عامة إذا تعذر عليه إلحاقهم بمدارس خاصة.
يذكر أن نظام التعاون تلجأ له الجامعات لسد العجز القائم في أعضاء هيئة التدريس في عدد من التخصصات، عبر التعاون مع عدد من المؤهلين من خارج الجامعة، وفق نظام الساعات وبعقود يتم تجديدها كل فصل دراسي.