عبدالسلام الثميري من الرياض
في أولى خطواتها نحو استغلال الترفيه الإلكتروني، أطلقت وزارة التعليم مسابقة “معالم السعودية”، وذلك من خلال لعبة “ماين كرافت” العالمية، في خطوة لمزج التعليم بالترفيه. يأتي ذلك بعد نحو 22 يوماً من إعلان وزارة التعليم عن مسابقة تعليمية ترفيهية قريباً باستخدام لعبة شهيرة على غرار “بوكيمون”، وذلك في إحدى مسابقاتها خلال الإجازة الصيفية لأغراض تعليمية، حيث دعت المتميزين والمختصين في هذا المجال إلى تزويدهم بالأفكار والمقترحات لدراستها.
وألمح الدكتور أحمد العيسى وزير التعليم، عن نية وزارته الاستمرار في التوسع في استخدام الألعاب الترفيهية بهدف التعليم، وألا تقتصر على هذه اللعبة فقط. وقال العيسى خلال تدشينه المسابقة في الرياض، أمس، “أنا سعيد بإطلاق هذه المسابقة، فعالم التقنية استحوذ على الأطفال والشباب بشكل غير مسبوق، حيث أصبحوا يتعاملون باحتراف مع كل ما يستجد من برامج إلكترونية جديدة”، مشيراً إلى أن الوزارة رأت أن تواكب هذا التطور، وهذه المسابقة ستساعد على التعرف على السعودية من النواحي التاريخية والدينية والاقتصادية.
وأشار إلى أن هدفهم تربوي تعليمي ترفيهي، من خلال ترسيخ القيم الإيجابية في نفوس الطلاب، من خلال إكسابهم المعارف والمهارات عن طريق استحداث الأنشطة الثقافية والاجتماعية والتطوعية والرياضية.
من جانبه، قال الدكتور محمد الحارثي وكيل وزارة التعليم للمناهج والبرامج التربوية، أن الهدف من المسابقة هو استثمار أوقات الشباب خلال فترة الإجازة، مشيراً إلى أنها متاحة لجميع الشباب في داخل المملكة وخارجها.
وأبان أن المسابقة مساندة لبرنامج “إجازتي”، منوهاً بأنها تعتمد بشكل خاص على استخدام لعبة ماين كرافت الشهيرة، وتتطلب القراءة عن المعالم بشكل دقيق من أجل تصميم وبناء المعالم الخاصة في المملكة، وذلك سيمزج التعلم عن تاريخ وثقافة المملكة ومعالمها بالترفيه في أثناء تنافس المتسابقين في الأوقات والأماكن التي تناسبهم سواء كانوا داخل المملكة أو مسافرين لقضاء الإجازة في الخارج”.
وأضاف “أننا نعيش في عصر تقنية المعلومات التي يستخدمها أبناؤنا بشكل مكثف ولأوقات طويلة، ويجب علينا مواكبة هذه المستجدات ومشاركتهم اهتماماتهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة، ويوجههم توجيها صحيحا في أثناء ممارسة هواياتهم حفاظا عليهم من الوقوع في ما يهددهم أو يهدد المجتمع”. يأتي ذلك في الوقت الذي تفاعل مغردون في “تويتر” مع هذه الفكرة، حيث يرون أن هذه الفكرة تعد توظيفا رائعا وسبقا على مستوى المنطقة، مع توافر المستويات والنقاط والمحفزات التي نتطلع إلى أن يصبح التعلم مشوقا وفعالا، مشيرين إلى أن هذا التفاعل جميل من الوزارة، بدلا من منعها والتحذير منها نحاول تكييفها مع خصوصيتنا الاجتماعية والدينية.
وأكدوا أنه مثل هذه الألعاب يجب مراعاة جميع توجهات الطلاب، فبعضهم ماهر في الألعاب، فيجب توجيهه مثلا حتى لا ينشغل باللعبة عن المحتوى. يذكر أن لعبة “ماين كرافت” تركز على النواحي الإبداعية عند اللاعبين وتسمح لهم ببناء أبنية منوعة باستخدام مكعبات برسومات وألوان مختلفة في عالم ثلاثي الأبعاد، ويبلغ عدد المسجلين فيها 100 مليون مستخدم، بحسب شركة مايكروسوفت التي تملك حقوق اللعبة.