شيخنا هيئة مكافحة الفساد
شلاش الضبعان
أين هيئة مكافحة الفساد عن الفساد؟!
سؤال يطرحه كثير من المتفائلين الذي انطلق تفاؤلهم مع تأسيس الهيئة في 13 / 4 / 1432هـ أي قبل ما يزيد عن العام والنصف.
وعندما أبحث في جهود هيئة مكافحة الفساد أرى مجموعة من الرسائل الجميلة والرائعة التي تصل على جوالي (كنت أتوقع بداية أنها خاصة بي لأهميتي ولكني وجدت الجميع يقرؤها)
(شارك في نهضة أمتك ونماء وطنك بابتعادك عن مواطن الفساد)
(الرشوة جريمة دينية وخيانة وطنية فكن عوناً على محاربتها)
كما أقرأ عن ورش وندوات ومحاضرات يطرح فيها كلام جميل وراقٍ، رغم أني عندما تفرّست في ملامح وجوه حضور تلك الندوات وطريقة جلوسهم علمت أن لا علاقة لهم بالفساد لا من قريب ولا من بعيد.
من تلك الندوات ندوة (نزاهة ومعركة الفساد)، والتي أقيمت في النادي الأدبي بمنطقة الرياض وقال فيها معالي الرئيس كلاماً يبكي الصخور الصلاب حيث بيّن (أن المعركة التي تخوضها (نزاهة) معركة أزلية بين النزاهة والفساد، والخير والشر، والحق والباطل، والعدل والظلم، فقد حاربت جميع الأديان السماوية الفساد بكل صوره وأشكاله وفي مقدمتها ديننا الإسلامي، فكلمة فساد وردت في القرآن الكريم خمسين مرة، وتوعد الله سبحانه وتعالى مرتكبي الفساد بأشد أنواع العذاب في الدنيا والآخرة، بل سمى الله عز وجل (الفساد) محاربة له ولرسوله، ……. وبيّن أنه غير راض عن أداء الهيئة منذ انطلاقها وحتى الآن، أما ما ذكر لمعاليه عن نقل أحد من بلغوا عن الفساد من إدارته التي هو فيها فلم يجب عنه!.
كما أقيمت في الأحساء بالتعاون مع مجلس الغرف عدد من البرامج والفعاليات التوعوية – ركز على التوعوية! – لقطاع الأعمال السعودي حول جهود مكافحة الفساد وآثاره الاقتصادية والاجتماعية.
كما أن للهيئة – بارك الله في جهودها – مخاطبات ومناشدات أخوية لكثير من الجهات الحكومية ومنها: مخاطبة وزارة التربية والتعليم حول وضع مدرسة (هدادة) في محافظة بدر الجنوب، ومناشدة وزارة الصحة حول أكثر من مصيبة من مصائب الصحة، وكذلك وزارة الشؤون الاجتماعية.
كل هذه الجهود جميلة ومقدرة ومشكورة ولكن هل هذا هو دور هيئة مكافحة الفساد، التي أنشئت لتجتث الفساد – ركز على تجتث – أم دور سماحة المفتي وفضيلة الشيخ عبدالرحمن السديس وسعود الشريم ودعاة وزارة الأوقاف وخطبائها ومربي الأجيال؟!
لتترك هيئة مكافحة الفساد الوعظ لأهله، وتتوجه هي إلى الحزم ففئتها المستهدفة لا ينفع معها إلا الاجتثاث! وإنا متفائلون ومنتظرون!
المصدر:صحيفة اليوم