«الجزيرة» – غدير الطيار:
تعرّض المعلم عاصم الغيث إلى ظروف عصيبة وحزن كبير وذلك بعد وفاة خمسة من أفراد عائلته في حادث سيارة ووصايته على 14 شخصاً من الأبناء والأحفاد المتبقين من العائلة.
حيث كان حادثاً مأساوياً قد أودى بحياة أفراد عائلته من بينهم والده ووالدته وأخوه وزوجة أخيه مما جعله وصياً على ما تبقى من أفراد عائلته. وقد وجّه أحد أقارب المعلم طلباً لوزير التعليم بضرورة نقل عاصم الغيث إلى الرياض ليتولى رعاية الأشخاص الذين تحت وصايته، ليستجيب الوزير بالاتصال على المعلم وتقديم واجب العزاء وإبلاغه بنقله إلى الرياض مما كان له أكبر الأثر سواء كان نفسياً أو معنوياً على المعلم الغيث.
وكان لـ«الجزيرة» حوار خاص مع المعلم عاصم الغيث الذي يعمل معلماً في المنطقة الشرقية، حيث تحدث عن مأساته وما حصل له ومدى تأثره باتصال وزير التعليم عليه وتعزيته: حيث قال الغيث: الحمد لله من قبل ومن بعد. وكرّر ذلك الحمد لله على قضائه وقدره.. نعم، والله إن المصاب جلل.. والفقد عظيم.. ولا يطيق ذلك إلا من آمن بموعود الله من البشرى للصابرين. وبسؤالنا عن الحادث ومدى تأثره قال الحمد لله على قضائه وقدره، حيث فقدت والدي وأخي وزوجة أخي وتركا حملاً ثقيلاً وقال ربي ارحم الموتى رحمة المؤمنين الأبرار ودعا لهم بأن يرفع درجاتهم في المهديين.. ويجمعنا بهم في مستقر رحمته وأضاف الغيث قائلاً:
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب
متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب
سبقونا.. ونحن على الأثر فيا رب أحسن عاقبتنا وخاتمتنا.. وسؤالنا عن محادثة وزير التعليم له وما أثرها في نفسه قال في خضم هذه الأحزان ولواعج الآلام، حيث كنت قد هممت بتقديم الاستقالة لأن الحمل كبير والإرث ضخم من المسؤوليات المنوطة بي بعد والدي رحمه الله. اتصل بي معالي وزير التعليم معزياً ومواسياً ومبشّراً بالنقل من المنطقة الشرقية إلى مدينة الرياض وكان اتصاله بمثابة الماء البارد على قلبي، حيث خفّف عني الألم والمُصاب بهذه البُشرى وهذا يدل على حرص المسؤول على موظفيه وقربه منهم وما أنا إلا من إعداد كبيرة من المعلمين ورغم المشاغل التي على عاتقه فقد غمرني بعطفه وكلامه، فجزاه الله خيراً كثيراً طيباً مباركاً فيه على اتصاله وجزاه الله خيراً على بشراه وله دعوة بيني وبين ربي. وختم الغيث حديثه بأن يحذو كل مسؤول حذو وزير التعليم بمواساة من تحل عليهم مصيبة لما لذلك من أثر فعّال في تخفيف الألم والمصاب وقال ندعو بأن يحفظ بلادنا وولاة أمرنا ويديم الأمن والرخاء.