فلنسمع الذين لا يسمعوننا!
عبد الله باجبير
دعوة مفتوحة للمجتمع بكافة فئاته.. رجال أعمال.. شركات.. جمعيات.. مدارس.. جامعات.. للمشاركة في حملة (بيننا أصم) والتواصل مع هذه الفئة التي تجاوز عدد أفرادها 750 ألف فرد.. إنها حملة وطنية تثقيفية، هدفها التواصل وكسر الحواجز بتعلم لغة الإشارة والقضاء على أمية اللغة الخاصة بالصم وضعاف السمع.
الحملة انطلقت في “جدة” تحت إشراف الجمعية السعودية للإعاقة السمعية فرع منطقة “مكة المكرّمة” التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية.. المشرف عليها الأستاذ “بندر بن علي العمري” خبير لغة الإشارة والباحث في مجال الإعاقة السمعية.. هي الأولى على مستوى الشرق الأوسط وسيدشنها رجل الأعمال “صالح التركي” رئيس مجموعة “نسما” رئيس مجلس الغرفة التجارية الصناعية ومجلس الغرف السعودية سابقا..
تتضمن الحملة العديد من الفعاليات والبرامج.. وهي تستهدف المراكز التجارية الكبرى والأماكن الترفيهية والتجمعات البشرية لتعلن عن نفسها، فهي تخاطب جميع شرائح المجتمع العمرية أطفالا وشبابا وشابات، كل الأعمار وكل الجنسيات.. وأشار “العمري” إلى أنهم يعتمدون على آليات مختلفة لدعم الحملة وتفعيلها، منها توزيع (بروشورات) وطباعة نصف مليون نسخة مجانية مختصرة من القاموس العربي الموحد لتعليم لغة الإشارة.. وهناك مسابقات سحب على دورات تدريبية مجانية.. وتوافر مقاعد مجانية للمتدربين.. إضافة إلى الكتيبات التي توضح وتشرح مفهوم الإعاقة السمعية.. واللغة التي يحتاج إليها الأصم في التعامل مع الأسرة.. وتكوين طرق شرح سلسة وبسيطة حتى تصل بدقة إلى الناس كي يتم كسر الحواجز الموجودة بين هذه الفئة والمجتمع.
إذ إن نسبة الملمين بهذه اللغة ضئيلة جدا، تنحصر في المعلمين والأندية الخاصة بالصم أو الأسر التي يوجد لديها أصم.
“العمري” أكد أن الحملة يعمل عليها فريق متكامل لإخراجها بالشكل المأمول، إضافة إلى أكثر من 500 متطوع ومتطوعة يعملون ميدانيا.. وما زالت بانتظار من يرغب في المشاركة والانضمام.
ولأن يدا واحدة لا تصفق، فعملنا هذا لن يؤتي ثماره.. طالما لم نجد المشاركة والدعم ماديا ومعنويا.. وتطوعيا.. نحتاج إلى دعم إعلامي ضخم وتعريف المجتمع بحالات هذه الفئة وقدرتها وحقوقها والعمل على استصدار الأنظمة واللوائح لمساعدة ذوي الإعاقة السمعية، وتنظيم التعامل معهم إلى جانب إنشاء مراكز تأهيلية وتعليمية لهم.. وإيجاد قاعدة بيانات لخدمتهم.. نتمنى النجاح لهذه الحملة وأن تلقى الدعم الكافي لأنها حملة اجتماعية إنسانية نبيلة.. ستنقل الناطقين إلى عالم آخر غير عالمهم الذي يعيشون فيه.
المصدر:صحيفة الاقتصادية