فيصل الخنيني كشف لـ”سبق” ملف “تنظيم” استقدام العمالة المنزلية القائم بالأعمال السعودية: لهذا السبب تحفَّظت إندونيسيا على حرق سفارتنا بإيران
سعد جبار – جاكرتا
أكد فيصل الخنيني، القائم بالأعمال رئيس البعثة السعودية في إندونيسيا، في لقاء تميز بالشفافية مع “سبق” بمقر سفارة المملكة العربية السعودية في جاكرتا أن العلاقات السعودية – الإندونيسية جيدة وراسخة. وأفاد بأن المفاوضات جارية حول ملف العمالة المنزلية بين الجهات المختصة في البلدين؛ للاتفاق على آليات الاستقدام.
وأشار إلى أن الاستثمارات السعودية في إندونيسيا نوعان: تعاون على المستوى الحكومي، وخصوصًا في مجال تكرير النفط والبتروكيماويات والمشروعات الاقتصادية الكبرى المتعلقة بالبنية التحتية. وهناك تعاون آخر على مستوى رجال الأعمال بين البلدَيْن.
وأضاف بأن تحفُّظ إندونيسيا على حرق السفارة السعودية في طهران ربما كان مجرد وسيلة من الحكومة بإندونيسيا؛ حتى تتمكن من لعب دور الوساطة بين الطرفَيْن من موقع حيادي، يمكّنها من كسب ثقة الطرفَيْن.
وإلى نص الحوار الذي يتناول عددًا من المحاور السياسية والسياحية والاقتصادية، وغيرها. فإلى تفاصيله:
*بداية، كيف تقيّمون العلاقات السعودية – الإندونيسية؟
العلاقات الثنائية السعودية – الإندونيسية بشكل عام جيدة وراسخة، وخصوصًا على المستوى السياسي، الاقتصادي، الثقافي والسياحي.
*ما صحة إيقاف الحكومة الإندونيسية إرسال عمالتها للمملكة؟ وما الأسباب إن صحَّت تلك الأنباء؟
ليس هناك إيقاف من الحكومة الإندونيسية لإرسال عمالتها للمملكة، وإنما إعادة تنظيم ملف العمالة المنزلية. والمفاوضات ما زالت جارية بين الجهات المختصة بين البلدَيْن؛ للاتفاق على آليات الاستقدام التي تضمن حقوق العمالة المنزلية وحقوق المواطنين.
* ما نوع الاستثمارات السعودية في إندونيسيا؟ وهل هناك نية لاستقطاب بعض الشركات للعمل في السعودية؟
بالنسبة للاستثمارات السعودية في إندونيسيا فهي على نوعين: الأول: تعاون على المستوى الحكومي، وخصوصًا في مجال تكرير النفط والبتروكيماويات والمشروعات الاقتصادية الكبرى المتعلقة بالبنية التحتية. والثاني: الاستثمارات الخاصة التي يقوم بها بعض رجال الأعمال السعوديين بالشراكة مع نظرائهم الإندونيسيين، وخصوصًا في مجالات التجارة، الاستيراد والتصدير، الخدمات والفندقة، وغيرها.
وبموجب الاتفاقيات المبرمة بين البلدين فإن المجال مفتوح. وندعو الشركات السعودية للاستثمار في إندونيسيا، وكذلك الحال للشركات بإندونيسيا بأن يكون لها استثمارات بالسعودية، وأن تسعى للفرص التي سوف تخلقها رؤية السعودية 2030.
* هل يواجه السياح السعوديون مشاكل بإندونيسيا؟ وهل هناك مدن تنصحون بعدم زيارتها؟
مما لا شك فيه أن إندونيسيا تحظى بعدد كبير من الزائرين والسياح السعوديين بشكل مستمر؛ لما تتمتع به هذه الدولة من إمكانيات سياحية وطبيعية خلابة. وبصفة عامة، لا توجد مشاكل إلا عند مخالفة الأنظمة المحلية المتبعة والموصَى بها من قِبل السفارة. وتقع معظم الحوادث بسبب عدم التزام السياح بالتحذيرات والتوصيات التي تقدمها السفارة والسلطات الإندونيسية. ومن جهة أخرى، لا توجد مدن معينة غير موصَى بزيارتها سوى بعض المناطق ذات النشاط البركاني في مراحله الابتدائية. ونوصي المواطن الزائر – بغض النظر عن سبب قدومه إلى إندونيسيا – بأن يقرأ التعليمات والأنظمة الخاصة بإندونيسيا عن طريق شبكه الإنترنت، وكذلك موقع السفارة؛ حتى لا يقع في أي مشاكل لمخالفته أنظمة البلد.
* هل يوجد سجناء سعوديون في إندونيسيا؟
بالرغم من العدد الكبير من المواطنين الذين يزورون إندونيسيا على مدار السنة إلى أنه – ولله الحمد – لا يوجد أي سجين سعودي في إندونيسيا؛ إذ تقوم السفارة بإنهاء جميع المشاكل التي يقع فيها المواطنون، ولا يوجد حاليًا سوى موقوف واحد، تسعى السفارة لحل قضيته بشتى الطرق والوسائل. وننصح الإخوة المواطنين بعدم ارتياد المواقع المشبوهة، أو التعامل مع الفئات المنحرفة جنائيًّا؛ فهو سفير لبلاده، ويمثلها في الدول الأخرى.
* لماذا يلجأ بعض الأشقاء العرب للسفارة السعودية لحل مشاكلهم؟
لم يسبق لأحد من الأشقاء العرب اللجوء للسفارة، وإن لجأ أحدهم فإن السفارة ستمد يد العون لهم نظرًا لما تتميز به المملكة العربية السعودية من مكانة وسمعة طيبة لدى إندونيسيا حكومة وشعبًا.
*ما تعليقكم على تحفُّظ إندونيسيا على إدانة إحراق السفارة السعودية في إيران؟
ربما كان هذا التحفُّظ مجرد وسيلة لإندونيسيا؛ حتى تتمكن من لعب دور الوساطة بين الطرفَين من موقع حيادي، يمكنها من كسب ثقة الطرفين؛ وبالتالي فإنها سياسة مبنية على اعتبارات معينة، منها: مدى عمق العلاقة الثنائية والمصالح المشتركة بين البلدين، وغير ذلك.
* إندونيسيا من أكبر الدول الإسلامية، ويتردد أن هناك نشاطات اجتماعية، إعلامية ومذهبية لإحدى السفارات لتضليل المجتمع، وزرع الفتن بين المجتمع الإندونيسي والسعودية.. ما تعليقكم؟
لكل سفارة الحق بأن تقوم بأي نشاط لا يخل بالأمن، أو ما من شأنه التدخل بالشؤون الداخلية للدولة المضيفة. وحول ما يتردد من نشاطات اجتماعية، إعلامية ومذهبية لإحدى السفارات لتضليل المجتمع، وزرع الفتنة بين المجتمع الإندونيسي والسعودية، فإن سفارة السعودية عليها أن تقوم بدورها؛ حتى لا ينجح أحد عن تضليل المجتمع الإندونيسي وزرع الفتنة بين البلدَيْن.
وتقدم “سبق” شكرها للقائم بالأعمال ورئيس البعثة السعودية في إندونيسيا فيصل بن سعود الخنيني، وبقية مسؤولي السفارة، على حسن الاستقبال، وتسهيل مهام الصحيفة.