متى «تبصر» الوزارة حقوق الكفيفات؟
د. سعد السريحي
ليس على تلك الطفلة الكفيفة العائدة من معهدها والواقفة على الرصيف إلا أن تضع عصاها البيضاء جانبا وتتوسد حقيبتها المدرسية فلا أحد يستطيع التكهن بطول الفترة الفاصلة بين الحلول الاجتهادية التي نفذتها إدارة تعليم جدة بتوفير وسائل نقل للطالبات الكفيفات الملتحقات بمعهد النور واعتماد الخطة المتكاملة للنقل التي رفعتها إدارة التعليم لوزارة التربية.
على تلك الفتاة الكفيفة وزميلاتها أن يتوسدن حقابئهن وينظرن فرج الله ويجأرن بالدعاء ألا تطول مدة انتظارهن، وعلى الجهات المسؤولة في التربية والتعليم أن تعلم أنها ليست جهات خيرية تشكر على حلولها الاجتهادية وتعذر إن تأخر اعتماد خططها المتكاملة، ذلك أنها جهات مسؤولة عن تنفيذ ما التزمت به الدولة من توفير وسائل نقل للطالبات الكفيفات، ومقتضى الالتزام بما أقرته الدولة من حقوق للكفيفات لا يدع مجالا للحديث عن حلول وخطط بل التنفيذ العاجل للقرار.
وإذا كان توفير بضع حافلات لنقل الكفيفات من منازلهن إلى مقر دراستهن في معهد النور يحتاج حلولا اجتهادية وخططا متكاملة وانتظار وتسويف ووعود فما الذي يمكن للتربية بما توفره لها الدولة من ميزانية ضخمة أن تضعه موضع التنفيذ دون هذه الحلول والخطط والمماطلة؟
ولا تتوقف المسألة عند حدود الطالبات بل تتجاوزها إلى معلمات معهد النور الكفيفات كذلك إذ إنهن يشاركن الطالبات في حق توفير وسيلة نقل لهن كما أنهن شريكات لهن في معاناة عجز إدارة التعليم عن توفير وسيلة النقل لهن.
إن الرعاية والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة لا ينبغي أن تكون مجرد شعارات نتغنى بها ونلح عليها ونستمتع بالحديث عنها في المؤتمرات والندوات والحوارات، الرعاية الخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة تبدأ حين لا نعرض حقوق هذه الفئة للإجراءات البيروقراطية ونتركهم معلقين بين حلول معلقة وخطط لا يعلم حتى واضعوها متى ستوضع موضع التنفيذ.
المصدر:صحيفة عكاظ