معلمة تتسول لإنقاذ صغارها وزوجها المشلول
عكاظ (جدة)
لم تجد معلمة حلا لإطعام أبنائها وعلاج ورعاية زوجها المشلول، إلا بوضع الورقة والقلم اللذين تحملهما في الصباح، لتتقمص شخصية المتسولة بعد جرس نهاية الدوام، لتجمع ريالات معدودات تشتري بها قوت اليوم.
واضطرت المعلمة للخروج للشارع بعدما وجدت نفسها أمام مفترق طرق، فلا أحد يستطيع مساعدتها من الجمعيات الخيرية، التي لا تعترف إلا بمن لا وظيفة لهن، فيما وظيفتها التي تعمل فيها لا توفر لها قوت اليوم، بعدما وجدت راتبها بأكمله مرهونا بسيارات استدانتها من أجل علاج الزوج الذي ابتلي بشلل نصفي سفلي وارتعاش في كامل الجسم، في مستشفى متخصص.
وكانت المعلمة التي وقعت في بئر الاستدانة لإنقاذ زوجها المعاق تعيش في إحدى المحافظات مستورة الحال، قبل أن تتدهور صحة زوجها فجأة، مما استدعى تنويمه في مستشفى بجدة، فاضطرت بدورها لطلب النقل إلى جدة، لمرافقته والعمل على رعايته، لكنها لم تجد طريقة لاستئجار منزل باسم زوجها، فاستنجدت بزوج أختها، الذي استغلها وطلب منها مالا لاستئجار الشقة باسمه، ولأنها لا تملك المال، اقترح عليها شراء سيارة بالأقساط وبيعها له، على أن يسدد لها القسط الشهري، فانصاعت، لكنه لم يلتزم بالسداد، مما دعاها لاستقطاع المبلغ من راتبها، لتبدأ الديون تتراكم عليها، فلم تجد حيلة إلا بالاستدانة مجددا عن طريق أقساط سيارة جديدة باعتها لسداد بعض من ديونها، لكنها وقعت في بئر الديون، فلم تجد طريقة لإطعام الصغار سوى التسول في الشارع.
تقول المعلمة، إنها في الصباح تذهب إلى المدرسة لتعلم الطالبات معاني الرحمة والإخلاص، وفي العصر تخرج لتطلب من الناس الإشفاق والرحمة، لأن الجمعيات الخيرية لا يمكن أن توفر لها دعما ما دامت تعمل معلمة وتتقاضى راتبا، مضيفة: «ولكن أين الراتب؟!».
المصدر : صحيفة عكاظ