نزاهة: جهود كثيرة، ولكن!
أ.د. سالم بن أحمد سحاب
صراحة لا أستطيع حتى الساعة فهم أولويات هيئة مكافحة الفساد (نزاهة)! وأكاد أجزم أن غيري كثير يشاركني هذا العجز الشديد. آخر صيحات (نزاهة) محاربة تفشي ظاهرة تزوير التقارير الطبية التي تبرر غياب الموظف أو الطالب ذكراً كان أو أنثى.
وقبلها اهتمت نزاهة برصد استخدامات السيارات الرسمية في مشاوير غير رسمية أو لقضاء احتياجات عائلية. ومر حين من الدهر كان التركيز فيه على لوحات المشاريع الموضحة لتاريخ بداية كل مشروع ومدته وتاريخ انتهائه، وبعض هذه اللوحات إما غير موجودة أصلاً، أو أن معلوماتها من العصر الجاهلي أو الأموي.
وذات مرة أشار معالي رئيس (نزاهة) بأن حدود الهيئة تتوقف عند الرفع لتلزم بعد ذلك الصمت، كما اشتكى من مخالفات كبيرة وصغيرة أحيط بها المسؤول ولم تجد آذاناً صاغية ولا قلوباً نابهة.
بصراحة في كل مرة تمارس الهيئة شيئاً من الإثارة والتجديد، فهي تشرّق وتغرّب، وتكرّ وتفرّ، وتتقدم وتتراجع. أما المحصلة فليست معروفة على الأقل من وجهة نظري. ولست أدري إن كانت الهيئة قد قدمت كشف حساب للمواطن أو هي عازمة على ذلك في مستقبل قريب أو بعيد. طبعاً لا يكفي أن تقول الهيئة: فعلنا، رصدنا، كتبنا، اكتشفنا، خاطبنا، وأشباهها، فكلها أفعال غير كافية ولا مانعة! إنها أفعال تكبّل الهيئة أولاً، ثم تنعكس على المواطن سلباً ثانياً.
يا معالي الرئيس: السنوات تمر بسرعة فضلاً عن الشهور والأيام، فهل أنت راض عن أداء هذا الجهاز المهم الذي كلفه ولي الأمر بالحد من الفساد على أرض الواقع بالدلائل والأرقام والممارسات، ثم النتائج التي يُفترض أن تؤكد تراجع الفساد عبر مؤشرات واستطلاعات رأي وحوارات ومناقشات؟! طبعاً الشعور العام أن الفساد يكتسح، ونزاهة تشتت جهودها في الصغيرة قبل الكبيرة، ولا أثر على أرض الواقع.
حددوا للمواطن أولوياتكم كل عام، ركزوا على الممارسات أو القطاعات، اختاروا منها ما يناسب قدراتكم وإمكاناتكم وتطلعاتكم! دعوكم من سياسة (الهجوم الكاسح على كل تقصير أو فساد فاضح) حتى لا تكونوا كالمنبتِّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى!
تمهلوا قليلاً وخططوا ملياً وركزوا كثيراً!!
وقبلها اهتمت نزاهة برصد استخدامات السيارات الرسمية في مشاوير غير رسمية أو لقضاء احتياجات عائلية. ومر حين من الدهر كان التركيز فيه على لوحات المشاريع الموضحة لتاريخ بداية كل مشروع ومدته وتاريخ انتهائه، وبعض هذه اللوحات إما غير موجودة أصلاً، أو أن معلوماتها من العصر الجاهلي أو الأموي.
وذات مرة أشار معالي رئيس (نزاهة) بأن حدود الهيئة تتوقف عند الرفع لتلزم بعد ذلك الصمت، كما اشتكى من مخالفات كبيرة وصغيرة أحيط بها المسؤول ولم تجد آذاناً صاغية ولا قلوباً نابهة.
بصراحة في كل مرة تمارس الهيئة شيئاً من الإثارة والتجديد، فهي تشرّق وتغرّب، وتكرّ وتفرّ، وتتقدم وتتراجع. أما المحصلة فليست معروفة على الأقل من وجهة نظري. ولست أدري إن كانت الهيئة قد قدمت كشف حساب للمواطن أو هي عازمة على ذلك في مستقبل قريب أو بعيد. طبعاً لا يكفي أن تقول الهيئة: فعلنا، رصدنا، كتبنا، اكتشفنا، خاطبنا، وأشباهها، فكلها أفعال غير كافية ولا مانعة! إنها أفعال تكبّل الهيئة أولاً، ثم تنعكس على المواطن سلباً ثانياً.
يا معالي الرئيس: السنوات تمر بسرعة فضلاً عن الشهور والأيام، فهل أنت راض عن أداء هذا الجهاز المهم الذي كلفه ولي الأمر بالحد من الفساد على أرض الواقع بالدلائل والأرقام والممارسات، ثم النتائج التي يُفترض أن تؤكد تراجع الفساد عبر مؤشرات واستطلاعات رأي وحوارات ومناقشات؟! طبعاً الشعور العام أن الفساد يكتسح، ونزاهة تشتت جهودها في الصغيرة قبل الكبيرة، ولا أثر على أرض الواقع.
حددوا للمواطن أولوياتكم كل عام، ركزوا على الممارسات أو القطاعات، اختاروا منها ما يناسب قدراتكم وإمكاناتكم وتطلعاتكم! دعوكم من سياسة (الهجوم الكاسح على كل تقصير أو فساد فاضح) حتى لا تكونوا كالمنبتِّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى!
تمهلوا قليلاً وخططوا ملياً وركزوا كثيراً!!
المصدر: صحيفة المدينة