هل تحل مشكلة البطالة ؟
سعد بن عبد القادر القويعي
ينعكس الألم الكبير في الأرقام المعلنة عن الوظائف المعطلة , وتشعرك تلك التقارير بالغضب , خشية استفحال البطالة التي أصبحت آفة تنخر جسد المجتمع , بعد أن تحولت تلك الظاهرة إلى كابوس يقض مضجع الشباب , ويغتال طموحاتهم ؛ فالأزمات قد تراكمت على مر العقود , وحلها – اليوم – لم يعد أمرا سهلا , وهنا جوهر الأزمة , وقمة التحدي الكبير .
الجانب الآخر المظلم للبطالة , هو مسؤوليتها عن ارتفاع معدلات الجريمة , والانحراف , مما يهدد استقرار المجتمع بانتشار الجرائم فيه , وزيادتها في أوساط الشباب . وهذا ما ورد في تقرير الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية من ارتفاع عدد الجرائم , وظهور جرائم غريبة على المجتمع السعودي , بعضها أخذ شكل التنظيم . وعزا التقرير أهم عوامل نسبة ارتفاع الجريمة , إلى تفاقم نسبة البطالة لدى الشباب , إذ يبدو نمو جرائم السرقة , وازدياد الجرائم الأخلاقية ظاهرة مقلقة ؛ فأضحت البطالة عائقا تنمويا كبيرا , وسببا في تهديد استقرار المجتمع ؛ نظرا لما تفرزه من أثار سلبية خطيرة على المستويات الأمنية , والاقتصادية , والاجتماعية .
حينما تتطاير الأسئلة كالزئبق تبدأ , ولا تنتهي , وتتناثر بقدرتها على إحداث الدهشة بشكل متصل , فتجعلك تعتقد جازما , أن السماء قد أمطرت وظائف حكومية ؛ لكنها معطلة , وهو ما يتقاطع بشكل درامي مع مقولة معالي وزير العمل الراحل – الدكتور – غازي القصيبي – رحمه الله – عندما قال : ” إن السماء لا تمطر وظائف حكومية , ومن ينتظرونها تمطر سيطول انتظارهم ” .
معالي وزير العمل : إن قضية البطالة تعتبر من أهم القضايا التي تشغل دول العالم , – سواء – الصناعية , أو دول العالم الثالث . ولا يكفي الإحساس , والشعور بداء البطالة , والاعتراف به بواقعية , وموضوعية , إذا لم يكن هناك تصحيح للخطأ , والسعي لمعالجته . وما سنحتاجه في المرحلة القادمة , هو أن تجتمع آليات التنفيذ مع القرار السياسي ؛ لجعلها موضع التنفيذ , وإلا لن يعدو أن تكون محاضر تلك اللقاءات , والاقتراحات حبرا على ورق .