الرياض – مبارك العكاش

وجّه رئيس المجلس الأعلى للقضاء وزير العدل الشيخ د. وليد الصمعاني المحاكم بنظر قضايا السب والقذف والشتم عبر مواقع التواصل الإجتماعي لدى القضاء العام، بعد تنازع الاختصاص الذي كان سابقاً ما بين بعض المحاكمة واللجنة الابتدائية لنظر مخالفات النشر الإلكتروني السمعي والبصري في وزارة الثقافة والإعلام.

وأكد د. الصمعاني في خطاب موجه لرئيس محكمة الاستئناف بالرياض، ورئيس المحكمة الجزائية بالرياض، بأنه بعد دراسة تنازع الاختصاص الحاصل سابقاً من كافة جوانبه، وبعد الاطلاع على نظام الإجراءات الجزائية وعلى نظام المطبوعات والنشر، واللائحة التنفيذية لنشاط النشر الإلكتروني، وعلى نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، واستطلاع ما عليه العمل في المحاكم الابتدائية ومحاكم الاستئناف في عموم المملكة، التي ترى اختصاص القضاء العام بمثل هذه القضايا، قرر المجلس الأعلى للقضاء اختصاص القضاء العام بنظر قضايا السب والقذف والشتم في مواقع التواصل الاجتماعي.

ثامر القاسم

وشدد رئيس المجلس الأعلى للقضاء على الالتزام بما انتهت إليه لجنة فصل تنازع الاختصاص بالمجلس الأعلى للقضاء والعمل بموجبه وإكمال ما يلزم حيال ذلك.

يذكر ان بعض المحاكم كانت ترى اختصاص اللجنة الابتدائية للنظر في مخالفات النشر الإلكتروني والسمعي والبصري بوزارة الثقافة والاعلام بقضايا السب والقذف والشتم في مواقع التواصل الاجتماعي في الحق الخاص، ليمثل لدى بعض أصحاب القضايا ارباكاً كبيراً، قبل ان يحسم الجدل رئيس المجلس الأعلى للقضاء ويلزم المحاكم بنظر هذه القضايا وذلك في الحق الخاص.

إلى ذلك، أوضح المحامي ثامر القاسم بأن وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر من الوسائل التي أصبحت جزءا مؤثرا في مجتمعنا في كافة المجالات حتى أثرت في قرارات مشهورة؛ كان دافعها الأساسي؛ تغريدة أو منشور في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، ولما كان هذا الانتشار الواسع لتلك الوسائل؛ يستلزم منه محاورات ومناقشات، قد ينتج عن بعضها تعدٍّ وتجاوز شرعي وأخلاقي، يصل إلى القذف والسب والشتم المحرم شرعاً، والمجرَّم نظاماً؛ كان لمن تضرر الحق في رد الاعتبار ومحاسبة المتجاوز قضاءً.

وأضاف القاسم: لخصوصية وطبيعة وسائل التواصل الاجتماعي؛ اختلفت الجهات القضائية في اختصاص النظر فيها بين لقضاء العام واللجنة الابتدائية للنظر في مخالفات النشر الإلكتروني والسمعي والبصري بوزارة الثقافة والاعلام، وهل يكون النظر في الاختصاص للوسيلة (النشر الالكتروني) أم للجرم (قذف، سب، شتم)، ولذلك تفاوتت الأحكام والقرات في اختصاص جهة وعدم اختصاص أخرى، مشيراً إلى أن المُنظِّم حلّ إشكال تنازع الاختصاص الحاصل بين الجهات القضائية بإنشاء لجنة تسمى “لجنة الفصل في تنازع الاختصاص” تابعة للمجلس الأعلى للقضاء؛ فأصدرت قرارها باختصاص القضاء العام ممثلاً بالمحاكم الجزائية في نظر الحق الخاص في تلك القضايا، وتعميم رئيس المجلس مؤكد لهذا القرار.

وذكر المحامي ثامر القاسم أن اختصاص القضاء العام بالنظر في شأن الحق الخاص في قضايا القذف والتشهير والسب؛ لا يعني إسقاط الحقوق الأخرى كالحق العام، والتي تختص بنظره اللجنة، وإيقاع العقوبات المنصوص عليها في الأنظمة ذات العلاقة كنظام المطبوعات والنشر، واللائحة التنفيذية للنشر الالكتروني، ونظام الجرائم المعلوماتية.