حمد السالم – المدينة المنورة

تسابق إدارة جوازات منطقة المدينة المنورة الزمن لتهيئة كافة المرافق الخاصة بخدمات إنهاء إجراءات المخالفين، وتوفير كافة المتطلبات للراغبين من الاستفادة من المكرمة الملكيَّة التي تتضمَّن إعفاء المخالفين من العقوبات في حال إنهاء إجراءاتهم؛ تمهيدًا لمغادرتهم البلاد وعودتهم بالطرق النظاميَّة، حيث تشمل قائمة المخالفين القادمين بتأشيرات الحجِّ والعُمرة، أو الزِّيارة، أو المتسلِّلين، ومَن انتهت فترة إقامتهم بطريقة مشروعة، بالإضافة إلى الوافدين المُبلَّغ عن هروبهم.

وانتهت جوازات المنطقة من توفير الكوادر الفنيَّة لإنهاء إجراءات المتدفقين إلى مقرها ممَّن يرغبون في تصحيح أوضاعهم للاستفادة من المكرمة الملكيَّة وإسقاط الغرامات، وكذلك بصمة مرحل والتي تمكنهم من العودة إلى المملكة في حال تمكنهم من الحصول على تأشيرات دخول للعمل أو لأداء الشعائر.

«المدينة» رصدت حركة العمل في إدارة الوافدين، حيث توافد العشرات من المخالفين من جنسيات مختلفة لتصحيح أوضاعهم في المقر المجهز، وتتم عمليَّة استقبالهم في إدارة الوافدين.

وأكَّد مدير جوازات منطقة المدينة المنورة اللواء الدكتور خالد الهويش أنَّ الحملة مستمرة حتى نهاية رمضان، وعلى مدار الساعة من خلال عدة مواقع لتقديم الخدمة للمخالفين وتسهيل إجراءاتهم موضحًا أنَّه حتَّى الخميس الماضي تمَّ إنهاء إجراءات ما يقارب 12867 وافدًا على مستوى المنطقة في إدارة الوافدين ومنفذ مطار المدينة المنورة، ومحافظة ينبع ممثلة بمطار الأمير عبدالمحسن، وميناء ينبع، مشيرًا إلى أن المعدل اليومي ما بين 500 إلي 600 مستفيد يتم إنهاء إجراءاتهم.

وبين الهويش أن الإجراءات ميسرة، وتتم عبر مرحلتين، الأولى لا بد أن يكون هناك موعد لدى المستفيد عبر نظام أبشر من أجل تنظيم توافدهم للمرافق دون تكدسهم ثم يتم عند قدومه لإنهاء إجراءات السفر التأكد من الأوراق والوثائق، والمرحلة الثانية إدخال المعلومات في الجهاز، ومن ثمَّ إصدار بيان السفر للمغادرة.

تصحيح الأوضاع

وأوضح أن الحملة تهدف لتصحيح أوضاع العمالة وتيسير عملية مغادرتهم، مشيرًا إلى أن المستفيدين من الحملة هم متخلِّفو الحجِّ والعُمرة والزِّيارة، والمتسللون، والمنتهية إقامتهم، ومَن عليهم بلاغات هروب، ومَن لم تصدر لهم إقامات.

وقال الهويش: إن مخالف الحجِّ والعُمرة والزِّيارة والمرور تتمُّ مغادرتهم عبر منافذ المملكة بعد التأكُّد من عدم وجود أي قيود أمنيَّة تمنع مغادرتهم، أمَّا فيما يخصُّ الإقامة المنتهية، أو مَن لم تصدر لهم إقامات، أو مَن لديهم بلاغات هروب

تتمُّ تسوية وضعهم ومغادرتهم عن طريق إدارة الوافدين، بعد التأكُّد من خلو سجلاتهم من أي قيود أمنيَّة تمنع مغادرتهم.

وقال: إنَّ المديريَّة سخَّرت كافة الإمكانيَّات الماديَّة والبشريَّة في سبيل تيسير وتسهيل مغادرة الوافدين المخالفين، وأهاب بجميع الوافدين المخالفين باستغلال هذه المكرمة الملكيَّة بتصحيح أوضاعهم للمغادرة وإسقاط كافة الغرامات عنهم وكذلك بصمة مرحل، مضيفًا إنَّ الحملة سوف تأتي ثمارها على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، مؤكِّدًا أنَّ وجود عمالة غير نظاميَّة له تبعات أمنيَّة واقتصاديَّة واجتماعيَّة سلبيَّة.

فرصة للمخالفين

وأضاف: «هذه فرصة ليستفيد منها المخالف في المغادرة، وذلك بإسقاط الغرامات الماليَّة، وكذلك بصمة مرحل التي تمكنه من الرجوع للبلاد بشكل نظامي، مطالبًا المواطنين بأن يستشعروا مسؤوليتهم تجاه وطنهم، وأن يكفوا عن تشغيل وإيواء والتستر على العمالة المخالفة، مبينًا أن المواطن هو رجل الأمن الأول».

العقيد العياضي: فريق عمل متكامل لإنهاء الإجراءات

أوضح مدير إدارة الوافدين بمنطقة المدينة المنورة العقيد محمد بن دخيل العياضي أنَّه يتم استقبال المستفيدين من الحملة الوطنية الشاملة (وطن بلا مخالف) على مدار الساعة، ويعمل عليها فريق عمل متكامل لإنهاء الإجراءات المتخذة وقال: إنه لا بدَّ من المستفيد أن يكون لديه موعد على نظام أبشر، وعند مراجعة المستفيد يتم تدقيق أوراقه والتأكُّد من حملة وثائق سفر نظاميَّة، وبعد التأكُّد من البيانات والوثائق وعدم وجود قيود أمنية عليه يتم إنهاء إجراءات السفر كل حسب مخالفته.

وأشار العياضي أنه تم تجهيز صالات انتظار مهيأة بكافة الخدمات من ماء وتكييف بالإضافة إلى المواد الغذائيَّة التي يحتاجها المستفيد لحظة انتظاره، كذلك تم تجهيز صالة الإنهاء ويعمل عليها كادر ذو خبرة بالتعامل مع المستفيدين وإجراءات الجوازات.

العميد المطيري: 6 كونترات مجهزة لاستقبال المستفيدين

رفع عدد من المخالفين الشكر لقيادة المملكة على تلك المكرمة، مؤكِّدين سعادتهم بإتاحة الفرصة لهم لتصحيح أوضاعهم ومغادرة الأراضي المقدسة بطريقة نظاميَّة، وقال يونس زين الدين: «المكرمة أعطتنا أملاً في أن نعود بشكل نظامي»، وقال إنَّه في البلاد منذ سبعة سنوات بعد أن قدم بتأشيرة عُمرة، وتخلَّف عن العودة والآن مسرورًا بالعودة إلى وطنه.

أما محمد نواز أحد المخالفين وهو من الجنسية الباكستانيَّة فقال: إنَّه متخلف منذ 15 عامًا، ولم يرَ عائلته وقدم قبل نظام البصمة، وبدون أوراق ثبوتيَّة بعد أن حضر للحجِّ وتخلَّف عن العودة من أجل العمل، وكلما أراد المغادرة يتراجع بسبب الغرامات المترتبة، وأضاف: «لا أملك إلاَّ ما آخذه من عملي اليومي، وأرسله لأبنائي عبر أحد أبناء جلدتي، فكنت متخوفًا من المغادرة وعدم قدرتي من دفع الغرامات، والآن -الحمد لله- انتهت إجراءات سفري، ومتجه إلى المطار للمغادرة لأرى عائلتي بعد 15 عامًا».

وافدون: شكرًا لقيادة المملكة على هذه المكرمة

قال مدير جوازات مطار المدينة العميد بدر بن معيوف المطيري: إنَّ جوازات مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة أعدت منذ بداية الحملة دراسة في تنظيم وتسهيل وتقديم أفضل الخدمات للوافدين الراغبين في تصحيح أوضاعهم تمهيدًا لمغادرتهم عبر منفذ المطار. وبيَّن أنَّه تم توفير ما يقارب من 6 كونترات مجهزة بتجهيزها من أجهزة حاسب آلي، وكاميرات، وأجهزة بصمة، وقوة بشريَّة تعمل على مدار الساعة من أفراد وضباط ونواب، وكذلك كونترات إضافيَّة لاستيعاب أكبر عدد من الأشخاص بالإضافة إلى الدعم البشري. ودعا المطيري كافة الوافدين المخالفين للاستفادة من المكرمة في إعفائهم من الغرامات والمغادرة، والتي تشمل إعفاءهم من بصمة الراحل .