الجبيل – علي اللغبي

طالب اختصاصيون وأهالي ذوي الاحتياجات الخاصة بمحافظة الجبيل الجهات المشرفة على روزنامة الترفيه بضرورة توفير فعاليات وأنشطة موجهة لذوي الاحتياجات الخاصة، فضلاً عن تخصيص مراكز ترفيهية لهذه الفئة، لما له دور كبير في تحسين الوضع النفسي لهم وتسهيل اندماجهم بالمجتمع، معتبرين أن ما تقدمه بعض الفعاليات لهذه الفئة الغالية ما زال متواضعاً ولا يرتقي للمأمول.

يقول مطلق المطيري أحد أولياء أمور ذوي الاحتياجات الخاصة: «الأماكن الترفيهية المستهدفة لذوي الاحتياجات الخاصة تكاد تكون معدومة، حتى وإن وجدت فهي لا تجدي، وبالتالي لا بد من إيجاد وسائل ترفيهية تتناسب مع كل إعاقة على حدة، كالترفيه الذهني الذي يسهل على الطفل المعوق حركياً ممارستها بنفسه ما يشعره بالتفاعل والاندماج مع الآخرين»، مضيفاً: «إننا بحاجة إلى مراكز ترفيهية لذوي الاحتياجات الخاصة تتعامل مع جميع الإعاقات وتسهم في تنميتهم جسدياً وذهنياً ونفسياً».

كما تحدثت خلود الشمري لـ«الحياة» قائلة: «أطفالنا من ذوي الاحتياجات الخاصة لم يأخذوا حقهم من الترفيه كبقية الأطفال، فهم يحتاجون إلى أماكن ترفيهية مهيأة لهم، ولا ننكر جهود الهيئة الملكية بالجبيل في توفير منطقة مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة ولكن سرعان ما تمت إزالتها، وما زال طفلي يسأل عنها باستمرار».

وأضافت: «نريد أن نرى مناطق مخصصة لهذه الفئة الغالية على قلوبنا على الشواطئ وفي المتنزهات وداخل المراكز التجارية نظراً إلى كثرة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين كبر البعض منهم ولم يعيشوا طفولتهم كبقية الأطفال الأصحاء».

وطالبت بتوفير أرصفة ومسارات مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة على الشواطئ الرملية بالجبيل الصناعية تمكنهم من الوصول للبحر بكل يسر، إذ إنهم لا يستطيعون الوصول إليه بسبب الرمل الذي يعوق سير الكراسي المتحركة، مؤكدة بأنها تتجنب الذهاب إلى البحر بسبب هذه المشكلة التي تحرجها أمام طفلها، كما طالبت بإضافة فعاليات وأنشطة ترفيهية موجهة لذوي الاحتياجات الخاصة ضمن روزنامة ترفيه الجبيل كونهم جزءاً من المجتمع ويستحقون الأفضل، ولأن سعادتهم أمانة في أعناقنا، ولا نريد من هذه العوائق والنواقص أن تشعرنا بالعجز أمام حقوقهم البسيطة.

فيما قالت منى الزهراني: «أنا من الأمهات اللاتي يعانين في كل فعالية من غياب الأماكن المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وأتمنى أن يكون لهم الأولوية في الفعاليات الترفيهية بتخصيص فقرات موجهة لهم حالهم كحال الأطفال الأصحاء، حتى يشاركون ويندمجون مع الآخرين». وأضافت: «نعانى عندما يتم رفض مشاركتهم في الفعاليات مع الأطفال أو دخولهم بسبب الإعاقة ما يسبب لنا الكثير من الألم والحسرة والانكسار».

وتحدث أحمد المطوع لـ«الحياة» عن المشكلات التي تواجهه كأب لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنها عدم مراعاة المنظمين في الفعاليات الترفيهية التي تقام طوال العام لهذه الفئة من خلال توفير مواقف خاصة بهم، وكذلك عدم وجود المسارات المخصصة لكراسي ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلاً عن عدم مقدرتنا على النزول إلى الممشى المحاذي للشاطئ وذلك لعدم وجود منزلق آمن لكرسي العجلات، إذ إن المنطقة المزروعة بالعشب ترتفع عن الممشى نحو 20 سنتيمتراً، وبالتالي لا يمكن النزول إلا عن طريق الدرج، ما يجعلنا مضطرين لطلب المساعدة من الآخرين لإنزاله إلى الممشى.

وطالب بتوفير دورات مياه نظيفة ومخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة على شواطئ الجبيل الصناعية، وكذلك أن تتم مراعاة وجود المنزلق المخصص للكراسي ذوي العجلات، وذلك لما تشهده الشواطئ والمنتزهات من ارتياد الأسر لقضاء أوقات ممتعة برفقة أبنائها.

وفي السياق ذاته، قالت الاختصاصية النفسية روان القناص رئيسة مركز وانا الصيفي: «إن الفعاليات الترفيهية مهمة للصحة النفسية للفرد بشكل عام، فهي مجال ليعبر عن طاقته بشكل مقبول اجتماعياً ويروح عن نفسه باختلاطه مع المجتمع الخارجي، ونحن هنا نتحدث عن ذوي الاحتياجات الخاصة الذين هم بحاجة إلى هذه الفعاليات ليندمجوا مع أقرانهم من العمر ذاته من الأطفال الطبيعيين، فمجتمع ذوي الاحتياجات الخاصة مغلق ومحدود في المدرسة، لذا تشكل الفعاليات الترفيهية لهم فرصة للتواصل مع الآخرين وتنمية مهارات التعامل والتواصل معهم».

وأضافت: «إن الآثار السلبية لغياب الفعاليات الخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة لا تنحصر عليهم، ولكن على المجتمع كافة، فنحن كذلك لا نملك ثقافة التعامل معهم ونلاحظ ذلك باستغراب أو خوف أطفالنا عند رؤيتهم في الأماكن العامة، وذلك لا يساعدنا في تقبل ذوي الاحتياجات الخاصة لو كانوا أفراداً من أسرتنا أو زملاء في العمل، إذ من الممكن للشخص العادي خلق فعالية ترفيهية لمجموعته من الأصدقاء أو الأهل بحسب موازنته المادية ووقته، ولكن ذلك ليس بالسهل لذوي الاحتياجات الخاصة، فهم بحاجة إلى فعاليات مدروسة ومنظمة تلائم قدراتهم».

ورأت أن إضافة النشاطات والفعاليات الترفيهية لذوي الاحتياجات الخاصة ليست بصعبة أو مكلفة، لكنها بحاجة إلى أشخاص لديهم الفهم والإدراك لقدرات وإمكانات هذه الفئة لتنظيم النشاطات الموجهة لهم.