طالب بن محفوظ (جدة)

بعد تعرضه لإعاقة في الحركة جراء حادثة مرورية، وجد أحمد زايد المالكي نفسه أمام معضلة توظيف ذوي الإعاقة، تجرع ألمها سنوات مثل الآلاف من ذوي الاحتياجات الخاصة، فحمل على عاتقه تحقيق مقولة «من رحم المشكلة يولد الحل» فأنشأ شبكة إلكترونية خاصة بتوظيف المعوقين (شبكة وساطة لتوظيف ذوي الإعاقة)، للوصول إلى العاطلين عن العمل من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتقديمهم بشكل مناسب لأصحاب العمل. وتمكن المالكي عبر شبكة «وساطة» من إيجاد عمل مناسب لمئات الشباب والفتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة، واستقبل ما يزيد على آلاف الطلبات للتوظيف، وتوجت المبادرة، أخيرا، بإطلاق

التطبيق الخاص بأجهزة الهواتف الذكية، برعاية من الأميرة البندري الفيصل (المديرة العامة لمؤسسة الملك خالد الخيرية)، لينتقل بذلك إلى مرحلة جديدة ستسهم بشكل كبير في وصول الشبكة إلى عدد أكبر من المستفيدين من ذوي الإعاقة، والحد من بطالتهم عبر إيجاد وظائف تتناسب مع مؤهلاتهم العلمية ونوع الإعاقات التي يعانوا منها. تعمل شبكة التوظيف الإلكترونية، وتطبيق الهواتف الذكية الخاص بها، حلقة وصل بين الباحثين عن عمل من ذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب العمل الباحثين عن موظفين من تلك الفئة، تخدم جميع المستهدفين من ذوي الإعاقة الذهنية، والحركية، والبصرية، والفكرية، وكذلك النفسية وغيرها، وتوفر لهم غطاء قانونيا، حيث تظم الشبكة متخصصين قانونيين تطوعوا للنظر بالجانب القانوني تجنباً لحدوث أي استغلال في توظيفهم أو تعرضهم لفصل تعسفي.
ويتم التدقيق على جميع إعلانات الوظائف الشاغرة من قبل فريق عمل «وساطة» للتأكد من ملاءمتها للباحثين عن العمل من حيث الراتب الشهري المجزي، وتوفير المصاعد الكهربائية، والمكان الآمن وغيرها.
وتعمل الشبكة على نشر الإعلانات مجانا، وتوفر أيضا قائمة سوداء تضم الشركات المشبوهة التي تعمل بنظام السمسرة في إعلانات الوظائف لذوي الإعاقة للتحذير من التعامل معهم. وتهدف «وساطة» للحد من البطالة وإيجاد وظائف لذوي الاحتياجات الخاصة تتناسب مع مؤهلاتهم ونوعية إعاقتهم، والتوعية بحقوقهم الخاصة بتوفير بيئة عمل تكفل لهم كرامة العيش، ودمجهم بالمجتمع وإشراكهم في الحياة العملية أفرادا فاعلين ومنتجين ومتساوين في الحقوق والواجبات والعمل.