د. عائض الردادي
في لقاء معالي وزير العمل برؤساء اللجان في الغرف التجارية قُدم عرض ذُكر فيه أن ما يقارب (700) ألف موظف سعودي تسربوا من أعمالهم خلال العامين الماضيين أي ما يقارب 50%، وأن هناك تباطؤًا في توظيف السعوديين، وأن مركز التوظيف في غرفة الرياض أعلن عن (10800) وظيفة خلال 3 أشهر ولم يتقدم للمقابلة سوى (900) شخص،
هناك قضايا ثلاث تتعلق بعمل المواطن في القطاع الخاص: التسرب، والتباطؤ في التوظيف، وإحجام المواطن عن التقدم، وكل واحدة منها بحاجة إلى بحث الأسباب للوصول إلى نتائج لمعالجة مشكلة البطالة التي تعد من أهم ما يواجه الشباب المتطلعين لوظيفة يكسب من خلالها لقمة عيش كريمة ويبني حياته.
لعل من أسباب التسرب الواضحة عدم وجود عقد يحدد ما على كل طرف من طرفيه (العامل وصاحب العمل) وعدم وجود محاسبة لمن يخل به، بل إن بعضًا من أصحاب العمل يأخذون توقيع الموظف على العقد ثم لا يُعطى صورة منه حتى لا يكون لديه مستند لو أقام دعوى، إضافة لذلك كثرة المَنّ على العامل، وكثافة العمل، وطول وقت الدوام، وضعف المرتب لا يكاد يوجد بيت إلا وفيه شاب أو شابة تخرجا في الجامعة أو عادا من البعثة ولم يحصلا على فرصة عمل وبقيا حبيسي الجدران، لكثرة شروط القطاع الخاص وهو جهة العمل الأكثر حظًا، فرجال الأعمال يقدمون النصائح والإرشادات وينظرون ولكن عند التطبيق لا يجد الشاب إلا التسرب أو عدم التقدم لما واجهه من صعوبات في تجاربه السابقة، أو مواجهته بشروط كثيرة، أو أخذ الأوراق عن طريق الموقع ثم التسويف أو عدم الإجابة، ولو استطلع بعض الشباب لقدموا تجاربهم في هذا المجال.
يتسرب في العام (350) ألفًا من العمل فهل يعادل هذا الرقم رقم المتقدمين؟، لم يذكر شيء عن ذلك، ولكن الأغلب الآن هو الانصراف عن وظائف القطاع الخاص للأسباب السابقة وبخاصة من أصحاب المؤهلات العالية، فليست السعودة مقتصرة على سوق الخضار ومحلات بيع الملابس النسائية، وهذه الأخيرة لم تراع طوال الدوام وأن لدى المرأة مسؤولية أسرية.
لماذا أحجم الشباب عن التقدم لوظائف غرفة الرياض مع حاجتهم إلى العمل؟ وما هي الأسباب؟ إذا بحثت أسباب التسرب وأسباب الإحجام ستتضح النتائج التي قد تسهم في حل المشكلة، أما أن يقتصر اللقاء على سماع وجهة نظر جهة واحدة (رجال الأعمال) وغياب وجهة نظر الطرف الآخر (الموظفين) فهذا يدعو للتساؤل.
التسرب والتباطؤ في التوظيف، والاحجام عن التقدم للوظيفة مع البطالة الضاربة بأطنابها، مسائل ثلاث بحاجة إلى بحث ودراسة، ولا أبالغ إن قلت: إن الأسباب تعود في مجملها للقطاع الخاص أكثر من طالبي العمل، ولا بد من تجاوز مرحلة الكلام واللقاءات إلى مرحلة الفعل، فالبطالة واضحة وعدد العاطلين كبير وهم شباب راغبون في العمل، ولا بد من تدارك الوضع بالعمل والإنجاز بدلًا من الوعود والتصريحات.

المصدر: صحيفة المدينة