عابد خزندار

والأخبار تترى وتتوالى هذه الأيام عن الفقر: وزير الزراعة يصرح، وهو رجل مسئول لا يلقي الكلام على عواهنه، بأن الطبقة المتوسطة لا تستطيع أن تأكل اللحوم الحمراء، واتضح الآن أنها لا تستطيع أيضا أن تأكل اللحوم البيضاء، بعد أن أوشك كيلو الدجاج أن يصل إلى 20 ريالا، ولا يمكن أن نعتبر الذين لا يقدرون على شراء اللحوم سواء كانت بيضاء أو حمراء أناسا يعيشون فوق خط الفقر، بل إنهم من ذوي الحاجة والذين يمكن أن نعتبرهم من مصارف الزكاة ( الفقراء والمساكين ) ومن هؤلاء أيضا، أي الذين يعتبرون من مصارف الزكاة، الذين قرأت عنهم هذا الخبر، وهو 2ر1 مليون مواطن يعملون براتب 1500 ريال في القطاع الخاص، وأيضا هذه التي قرأت عنها في إحدى الصحف، والتي تعيش مع بناتها منذ 13 سنة نظرا لفقرها على الخبز والشاي، ونحن في نفس الوقت نقرأ ونسمع عن صندوق الفقر الذي دشنه الملك عبدالله، ولكن لا نرى آثاراً له ونتائج على أرض الواقع، ونقرأ ونسمع أن حصيلة الزكاة تصل إلى خمسة مليارات من الريالات، وهي كفيلة بأن تحل مشكلة الفقر جزئيا على الأقل ولكن لا شيء من هذا يحدث، ونقرأ ونسمع عن مشروع حافز، وأنه سيتكفل بتشغيل جميع العاطلين والعاطلات، وكل الذي حدث أن وزارة العمل صرحت بأنها استطاعت تشغيل 160 ألف عاطل من أصل 5ر2 مليون عاطل وعاطلة، ولكنها لم تفصح شيئا عن رواتبهم، وهل تمكنهم من أن يعيشوا فوق خط الفقر، ونقرأ ونسمع أن وزارة العمل ربطت نظام ( بطاقات ) بحد أدنى للراتب للسعودي في القطاع الخاص هو 3000 ريال، ولا ندري هل نفذ هذا أم لا ؟ وأخيراً قرأنا وسمعنا أن احتياطي مؤسسة النقد وصل إلى 3 تريليونات ريال، وعشر هذا المبلغ يمكن أن يقضي نهائياً على الفقر في المملكة، فلماذا لا يستخدم ؟

المصدر:صحيفة الاقتصادية