د. سعد آل طلحاب

شاهدنا جميعا الحادثة المؤسفة لوفاة طالب في مدرسة في غرب الرياض وذلك نتيجة لشجار بين الطلاب. وفاة هذا الطالب – رحمه الله – جددت أهمية وجود دورات للإنعاش الطبي لجميع العاملين في المدارس وذلك استعدادا لأي حادث طارئ مشابه، فقد يتعرض الطلاب لتوقف التنفس أو غيره من الحوادث الطارئة في أي وقت الأمر الذي يستدعي التدخل السريع لإنقاذ حياة المصاب.
في المجال الطبي يتم إلزام الممارسين الصحيين بالحصول على دورة الإنعاش الطبي كشرط لتجديد التصنيف المهني بغض النظر عن تخصص الممارس، ولذلك يجب تنظيم دورات إلزامية مشابهة لجميع العاملين في المجال التعليمي سواء في الإنعاش أو الأسعاف وغيرها من الشؤون الصحية، وذلك لتفادي مثل هذه الحوادث المؤسفة، وربما من المناسب ربطها بتقييم أداء الموظف السنوي. وأقترح وجود دورات لمكافحة الحريق التي لا تقل أهمية عن دورات الإنعاش، حيث نستذكر جميعا عديدا من حوادث الحريق في المدارس التي نتج عنها كثير من الوفيات كان من الممكن تفاديها لو كان هناك فريق مدرب على ذلك في المؤسسات التعليمية، كما يجب ربطها بنظام مباشر مع أقرب نقطة للدفاع المدني للمساعدة على التدخل السريع عند حدوث أي حريق أو حادث يستدعي وجود أفراد الدفاع المدني، بدلا من الاعتماد على الاجتهادات الشخصية. وأخيرا وليس آخرا، يجب عدم إغفال وجود كاميرات في جميع المرافق التعليمية لتوثيق أي حادث للمساعدة على الإسراع بالتدخل عند حدوث أي حوادث مشابهة، فوجود الكاميرات – علاوة على فائدتها للمساعدة على اكتشاف الحوادث بشكل سريع -، فإنها توثق هذه الحوادث للاستفادة من الأخطاء عبر تحليل التسجيلات بعد وقوعها – لا قدر الله.
*
استشاري الأمراض الجلدية والتجميل