لطائف- هلال الحارثي

لا تكاد تخلو معظم المجتمعات من “العنف الأسري”، إذ تحفل مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو عدة تظهر هذا العنف، الذي يؤدي إلى نتائج وخيمة صحياً واجتماعياً، فقد يؤدي إلى آثار وإصابات جسدية وحدوث الطلاق وتشتت الأبناء، فضلاً عن انحراف السلوك وتعاطي المخدرات إلى جانب إصابة الضحية بالاضطراب النفسي والتوتر وغير ذلك.

 

ويؤدي العنف الأسري إلى انتشار الجريمة والسرقات والاغتصاب وجنوح الأحداث وهي نتيجة حتمية إذا تصدع جدران الأسرة، وتمزقت الروابط الاجتماعية ودُمرت العلاقات الأسرية بسبب العنف الأسري، وبالتالي تهديد كيان المجتمع بأسره.

يقول د. عمر بن سليمان الشلاش (رئيس قسم علم النفس بجامعة شقراء): إن العنف ظاهرة قديمة قدم الإنسان وترجع إلى مجموعة من الأسباب: منها أسباب ذاتية ترجع إلى شخصية القائم بالعنف كأن يكون لديه خلل أو اضطراب في شخصيته أو يعاني من اضطراب نفسي أو ذهاني نتيجة نشوئه في أسرة قاسية في التعامل أو يكون متعاطياً للمخدرات أو ممن كان متعوداً على متابعة الأفلام أو البرامج التلفزيونية التي تحتوي على العنف.

وأشار إلى وجود أسباب اجتماعية وظروف أسرية يعيشها الشخص القائم بالعنف أو نمط حياته الأسرية بشكل عام وكذلك الشحن النفسي نتيجة للضغوط المحيطة أو عدم التوافق الزواجي، إضافة إلى الظروف الاقتصادية كالفقر أو الدخل الضعيف مما يولد أيضاً ضغوطاً نفسية على الشخص القائم بالعنف مما يدفعه للعنف. وأوضح أن علاج هذا العنف يأتي عبر نشر الوعي في المجتمع بأهمية استقرار الأسرة، والحد تدريجياً من استخدام العقاب البدني مع الأطفال، ومحاولة اللجوء إلى طرق أخرى لعقاب الطفل بدلاً من الضرب كالحرمان من الأشياء المرغوبة على ألا تكون من الأشياء الأساسية. بالإضافة إلى العمل على منع الأطفال من مشاهدة برامج وأفلام العنف التي تعرض في الشاشات.

ويضيف: «العنف يتنافى مع تعاليم ديننا الاسلامي السمحة، فهو ضد الرفق الذي حثنا عليه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه)».