عادل القرني – الرياض

الأسر التي يشهد أبناؤها قضايا العنف الأسري ينتج عنها أنماط من الشخصيات المضطربة غير المتوازنة نفسياً وانفعالياً، ويكونون وقوداً وقنابل موقوتة تؤثر في بنية المجتمع”.. هذا ما تؤكده أخصائية الاضطرابات السلوكية “دعاء الشدادي” في معرض حديثها حول التأثيرات المختلفة للعنف الأسري على الأبناء.

وفي هذا السياق، نجد أن مواقع التواصل الاجتماعي أو العالم الافتراضي، باتت إحدى الوسائل التي يهرب الأبناء إليها؛ للابتعاد عن عالم العنف الأسري؛ في محاولة لتفريغ ما يحملونه من طاقة سلبية عبر هذه المواقع مبتعدين عن عالم العنف.

وتقول “الشدادي”: إن العنف الأسري من أبرز الظواهر السلوكية السلبية الخفية والمستشرية في دول العالم، وهي تختلف في نسبها من دولة إلى أخرى.

وأضافت: إن للعنف الأسري مجموعة من الدوافع التي تكمن خلف هذه القضايا منها اقتصادية وذاتية ونفسية وأخرى اجتماعية.

وتابعت “الشدادي”: تتخلص تلك الممارسات إلى مجموعة من النتائج التي هي مربط الفرس؛ لما تسببه من دمار في بنية المجتمع ككل تبدأ تظهر من داخل الأسرة، والتي هي الخلية الأولى لتكون المجتمع ونجاحه، لذلك نجد الأسر التي يشهد أبناؤها قضايا العنف الأسري ينتج عنها أنماط من الشخصيات المضطربة غير المتوازنة نفسيًا وانفعاليًا، ويكونون وقوداً وقنابل موقوتة تؤثر في بنية المجتمع؛ وذلك لعدم وجود التربية وإهمال وانشغال الوالدين عنهم.

واستطردت: تشكل مواقع التواصل الاجتماعي أو العالم الافتراضي، إحدى الوسائل التي تدفع الأبناء للهروب إليها للابتعاد عن عالم العنف الأسري؛ حيث يحاول الكثيرون تفريغ ما يحملونه من طاقة سلبية عبر هذه الألعاب عن طريق ممارسة ألعاب العنف والضرب والقتل وغيرها من الألعاب الأخرى.

وقالت “الشدادي”: إن لجوء الأبناء سواءً الأطفال أو المراهقون إلى العالم الافتراضي يشكل هو الآخر خطوة أخرى مضاعفة؛ نتيجة غياب الأهل وانشغالهم عنهم، وبالتالي يصبحون فريسة سهلة للمتربصين بهم في هذا العالم الذين يستغلون ردود فعلهم فيحولونهم ربما إلى مجرمين.

وأضافت: إن العنف الأسري ربما لا يكون بين الزوجين، بل إن بعض الآباء والأمهات لا يزالون يتبعون نهج (نربي أولادنا كما تَربينا)، وينسون أن الزمن تغير، وأن هناك وسائل تؤثر على تربية الأبناء وتختلف من وقت لآخر، لذلك تجد الأطفال يذهبون إلى هذا الواقع؛ لكونهم لا يستطيعون ممارسة العنف على أقرانهم خوفًا من العقاب.

وأشارت “الشدادي”: لا بد من وجود مجموعة من الطرق التي نقضي من خلالها على هذه القضايا؛ ومنها مثلًا توعية الآباء بتأثير ما يفعلونه من ممارسات سلبية على الأبناء والمراقبة لهم ومتابعة تحصيلهم الدراسي وزرع الوازع الديني فيهم وتقويته، ولا بد من الوقاية بدعم سلوكهم الإيجابي قبل حدوث المشكلة، وكما يقال: الوقاية خير من ألف علاج.

وأكدت “الشدادي” على أن دور مركز بلاغات العنف الأسري التابع لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية 1919 مهم جداً في توعية المجتمع حول خطورة تعنيف الأطفال، وكذلك معالجة قضايا التعنيف الأسري ضد الطفل.