عبدالعزيز الغامدي – جدة تصوير- منصور البلوي، محمد الطالبي

اتسعت ظاهرة تشغيل الأطفال الأفارقة في صناعية جدة وبشكل عشوائي وبصورة تكسر الأنظمة وعلى الرغم من وجود جهات عدة مهمتها «رقابية» كالبلدية ووزارة التجارة والجوازات إلا أن هؤلاء الأطفال لا يزالون يعملون تحت قسوة وألم الفقر بأجر100 ريال أسبوعيًا ويأتون من الصباح الباكر حتى مغيب الشمس.

قامت «المدينة» بجولة ميدانية على الورش التي يعمل بها هؤلاء الأطفال والتقت بعدد منهم.

مستقبل تعليمي

خليل من الجنسية التشادية – 16 عامًا – قال لم أدخل المدرسة بسبب عدم حصولي أنا وعائلتي على الإقامة التشادية وأن أجبرت على تلك الأعمال الشاقة بسبب ليس لدي مستقبل تعليمي واتجهت إلى عالم التعب وإجهاد النفس بسبب الفقر والحاجة وأضاف: أنا منذ 3 سنوات وأنا أعمل وأتنقل بين العديد من الورش بأجر أسبوعي لا يتجاوز 150 ريالًا، ونحن الكثير من الأطفال يملأون الورش والمصانع. وقال الطفل عثمان من الجنسية التشادية 14 عامًا يعمل بأحد ورش الميكانيكا مختصرًا معاناته قائلا: أنقذونا من سطوة المال، نحن أطفال نريد أن نعيش الطفولة نريد أن ندرس نريد أن نلعب ما ذنبي أن أعمل يوميًا في هذه الورشة لساعات طويلة بلا راحة لتوفير لقمة العيش لي ولعائلتي والكثير من الأطفال في الصناعية يتحملون مصاريف عائلتهم واختتم تصريحه قائلاً: يجب أن يتم مراقبة أصحاب الورش.

فوق الطاقة

على عبدالجبار صاحب ورشة سمكرة سيارات قال يختلف أصحاب الورش منهم الطيب ومنهم السيء وهنالك من لا يراعي فقرهم وصغر عمرهم، وتابع أيضًا نشغلهم معنا أفضل من أن يتجهون إلى طرق أخرى ممنوعة نحن نحتويهم ولو كان بمبالغ بسيطة وذكر مختار أجمل صاحب ورشة سيارات قائلا: يأتونا بشكل مستمر طالبين لقمة العيش ومحتاجين المساعدة ويعملون معنا بمشاغل بسيطة جدًا ليس فوق طاقتهم وقال: لا نستفيد منهم كامل الاستفادة ولكن ننظر إليهم من باب الأجر والمساعدة وليس من باب الاستغلال لفقرهم.

تعلم الحرفة

جمال احمد صاحب بنشر للسيارات: لا توجد إشكالية من أن يعمل الطفل في مثل هذه المحلات وذلك حتي يتعلم حرفة تفيدة في المستقبل وأنا من الذين يعمل لديهم مجموعة من الاطفال أعلمهم وأجعلهم ينضبطون في العمل وأقتطع لكل واحد مبلغ 100 ريال أسبوعيًا مقابل الأعمال التي يقومون بها، وقال المواطن حامد عصام: أتعجب وأحزن في نفس الوقت على أمرهم وحالهم كيف يعمل أطفال بهذا العمر في تلك الأعمال الشاقة على الكبار أنفسهم وذكر يجب على الجهات المختصة ترتيب وتنظيمهم وتكثيف الجولات الميدانية عليهم وفرض الغرامات على أصحاب الورش المشغلة لهم حتى لا يتوسعوا في إجرامهم على حقوق الإنسان.

المخدرات والسرقات.

المواطن عبداللطيف أحمد قال: إن مثل هؤلاء الأطفال يتم استغلال فقرهم وصغرهم في أمور لا تحمد عقباها مثل المخدرات والسرقات وغيرها وهم يتعرضون لتعنيف بشكل مستمر من ظروف الحياة القاسية وهم مجهولو الهوية لا تستطيع معرفة اسمه أو سكنه أو معلومات عنة يجب أن تتكاتف الجهود لحصرهم وتنظيمهم أو ترحيلهم إلى بلدانهم.

زين العابدين: ملف عمالة الأطفال شائك ومرتبط بقضايا عدة

عضو «الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان» الدكتورة سهيلة زين العابدين شددت على ضرورة فتح ملفات عدة في حال فتح ملف عمالة الأطفال في السعودية والذي تراه شائكًا ومرتبطًا بقضايا عدة، منها: النفقة، والحضانة وحق تعليم الطفل معتبرة القضاء «أحد الأسباب الرئيسة في زيادة عمالة الأطفال، لعدم سرعة البت في قضايا النفقة والطلاق وغيرها من المطالبات الحقوقية فيكون الطفل هو المتضرر وقد يلجأ إلى العمل، إما هروبًا من واقعه، أو بسبب الحاجة المادية، والأهم هو الفقر الذي يعتبر سببًا رئيسًا لعمالة الأطفال وتشير زين العابدين إلى استراتيجية مكافحة الفقر التي»لم نعد نسمع عنها شيئًا، ولم نرَ آثارها»، متسائلة عن الدور الذي تقوم به وزارة الشؤون الاجتماعية في «مكافحة الفقر».

آل طاوي: نراقب الظاهرة وغرامات على أصحاب الورش

مدير الشؤون الاجتماعية عبدالله آل طاوي قال: إن هنالك لجنة معنية بهذا الموضوع ومكونة من مكتب العمل و الجوازات ووزارة الشوون الاجتماعية تعمل جاهدة للسيطرة على هذه الظاهرة الخطيرة ويجب فرض الغرمات القصوى على أصحاب الورش وأبائهم الذين سمحوا لهم في ذلك وأضاف: إن دور الشؤون الاجتماعية يهتم بإيواء الأطفال الذين يتم تجميعهم من قبل الجوازات ورعايتهم أفضل رعاية كما يتم أخذ توقيع على تعهد خطي من عدم تكرار هذة الفعلة وإذا كان أجنبيًا ومجهولًا يتم تسفيرهم من قبل الجوازات ولا يتم إدخالهم إلى مراكز الإيواء

المصدر : صحيفة المدينة