أكد مختصون في مجال صيانة الأجهزة الطبية على أهمية خطوات توطين القطاع في المملكة، مشيرين إلى أن ذلك سيسهم في تعزيز المحتوى المحلي، ويخلق مزيداً من فرص العمل، بالإضافة إلى دوره في تخفيض فاتورة الواردات.

وأوضح م. عبدالله بن إبراهيم الضالع – ماجستير هندسة حيوية طبية وإدارة تقنية الرعاية الصحية -: إن التوجه نحو التوطين أصبح واضحاً ومدعوماً من قبل الأنظمة والتشريعات التي سنتها الحكومة -أيدها الله- للتماشي مع رؤية 2030، خاصةً أن القطاع يشكل أهمية بالغة في تشغيل المنشآت الحيوية في القطاع العام والخاص.

وقال: إن رفع كفاءة المهنيين السعوديين هي أولى الخطوات نحو تعزيز المحتوى المحلي ابتداءً من مرحلة التخطيط والتصميم حتى الصيانة مروراً بالصناعة والإنتاج، مبيناً أن أولى الخطوات التي تم اتخاذها هي رفع نسب التوطين في قطاع التشغيل والصيانة وذلك عبر لجان تم تشكيلها لمناقشة أهم الإشكالات والتحديات التي تواجه المهني السعودي.

وأضاف: بناءً على ذلك تم طرح إشكالية ضعف رواتب فنيي ومهندسي الصيانة، وتم إقرار برامج دعم للقطاع الخاص المشارك بتوطين مهن الصيانة، مشيراً إلى أنه تم التعميم على الجهات العامة بإعداد خطط خاصة لتطوير الكوادر الفنية ووضع إستراتيجيات وبرامج تدريبية أثناء العمل وأخرى مخصصة للخريجين الجدد ومتابعة الأداء بشكل دوري بما يحقق أعلى استفادة للكوادر المهنية.

من جهته، أكد م. تركي الدوسري – ماجستير إدارة أعمال تنفيذية – على أن أزمة كورونا أظهرت أهمية قطاع صيانة الأجهزة الكهربائية والطبية، ومن هذا المنطلق جاء شعار جمعية مهنيي صيانة الأجهزة الطبية الكهربائية منبثقاً من هذه الأهمية حيث إن “ما لا نستطيع صيانته لا نستطيع صناعته”.

وقال: لأهمية هذا القطاع وحساسيته على المريض وحرصاً على تحقيق رؤية المملكة في استدامة عمل الأجهزة الكهربائية والطبية في كل من القطاع العام والخاص جاء دور الجمعية في العمل على كل ما من شأنه الرقي بأعمال الصيانة وتطوير عامليها ومخرجاتهم من خلال التدريب والتطوير والتشريع والتصنيف.

وأضاف أنه لا يخفى على كل مختص أهمية أعمال الصيانة شاملة -الصيانة الوقائية والتصحيحية- من قبل الشركات والمؤسسات المختصة والمعتمدة من الجهات ذات الاختصاص بالمجال، التي تعزز كفاءة وعمل الجهاز لوقت أطول كما أنها في ذات الوقت تقلل التكاليف المالية للإصلاحات المفاجأة للأجهزة الطبية، علاوةً على توقيت العطل حتى إصلاحه.

وشدّد على أن اعتماد المتخصصين لابد أن يقوم بمعايير عالمية ومواصفات قياسية حفاظاً على مخرجات هذه الأجهزة والتقنيات الطبية الدقيقة والحساسية، ومن هذا المنطلق رغبت الجمعية أن تكون مرجعاً معرفياً للتحقق من هذه الكفاءات واعتمادها بالشراكة الناجحة مع القطاعات المعنية في المجال. وأشار إلى أن توطين الصيانة يعزز ويطور الكفاءة والاستدامة لهذا القطاع مما يزيد فرص التدريب المتكامل المستمر للمختصين في مجال الصيانة والمعايرة والتشخيص لخلق كفاءات وخبرات متخصصة محلية ووطنية، كما يؤدي إلى تخفيض فاتورة الواردات التي تستنزف العملة الصعبة.

وفي ذات السياق أوضح م. فيصل العبيداء – هندسة أجهزة طبية – أن أهمية هذا القطاع تنطلق من الحرص على صحة المرضى ولضمان استمرار أداء الأجهزة بكفاءة عالية إذا توفرت لها الصيانة كافة، كما أن ذلك يعد ضمانة للمستخدم من الطاقم الطبي بأن المعدات قد تم إجراء الصيانة الدورية لها وأنها لم تتجاوز موعد الصيانة القادم المحدد بالملصق، نظراً لتنوع المعدات الطبية وتنوع استخداماتها.

وقال: من الممكن تلخيص أهمية اتباع هذا الإجراء فيما يتعلق بالصيانة الدورية بنقطتين: الأولى في كون المعدة آمنة للاستخدام بحيث يتم إجراء الاختبارات بشكل دوري تضمن سلامتها وعدم وجود أي مصادر خطر، ومن أهم تلك الاختبارات اختبار السلامة الكهربائية، وثانياً: أن تكون المعدة دقيقة وذلك عن طريق إجراء المعايرة اللازمة لها بشكل يضمن الاعتمادية عليها.