حسن القحطاني – الدمام

حمَّل المواطن علوان الغامدي «42 سنة» إدارة مستشفى الولادة والأطفال بالدمام مسئولية ما جرى لطفلته الرضيعة من خطأ طبي أدّى إلى حدوث قطع في أحد الشرايين المؤدية إلى جهاز المرارة، وذلك عندما أجريت لها عملية جراحية عبارة عن فتح ثقب في المعدة بغرض علاجها من مرض يعرف بـ»انحلال البشرة الفقاعي»، وهذا المرض نادر وهو يصيب الأطفال يؤدي إلى ظهور انتفاخ بالجسد على شكل فقاقيع مائية بشكل متكرر تصاحبها آلام وضيق أو انسداد بالمعدة، بالإضافة إلى حدوث تقرحات جسدية،

 ولكن بسبب هذا الخطأ الطبي تدهورت حالة الطفلة الصحية، لتفارق بعدها الحياة بعد أيام من اجرائها العملية ليصاب حينها والدها بحالة من البكاء لفقدانه طفلته التي انتظرها بحسب قولة «عدة سنوات» ، وعن ذكر الأسباب التي وقعت ضحيتها هذه الطفلة في مستشفى الولادة يقول علوان: ما تعرضت له ابنتي الرضيعة في كفة واعتذار إدارة المستشفى في كفة أخرى فطريقة الاعتذار تنم عن قمة في الاستخفاف بأرواح الناس،، فعندما علِمت بالكارثة حاول الفريق الطبي أن يخفف عني المصاب وأن يحجم المشكلة، محاولة منهم في إصلاح هذا الخطأ الذي وقع فيه الطبيب ولكن ذلك لن ينسيني ابنتي.

ويضيف الغامدي: لقد لزم الأمر أن تجرى لها عملية جراحية وقد وافقت على إجرائها في الليلة التي تلت ولادتها، بعد أن أخبرني الطبيب وهو من إحدى الجنسيات الآسيوية أن فترة العملية لا تتجاوز نصف الساعة وهي عملية بسيطة ولكن نصف الساعة امتد إلى أن تتجاوز 12 ساعة، وبعد الانتهاء من العملية خرج الطبيب الاستشاري وهو في حالة توتر وخوف، مبيّناً أن عدداً من العاملين بالمستشفى أجبروا زوجتي على توقيع مجموعة من الأوراق الخاصة بالعملية، وقد اكتشفنا أنها تتعلق بالتخدير الطبي مع العلم أنهم لم يُقدِّموا لي تلك الورقة مع أوراق الموافقة على إجراء العملية. ويضيف الغامدي: عندما ذهبت إلى ادارة المستشفى وقدمت لهم أوراق ما يثبت صحة كلامي، وأن هناك خطأ طبياً أدّى إلى وفاة ابنتي فما كان من نائب مدير المستشفى إلّا أن أخذ جميع الأوراق وردّ علي قائلاً :»من أعطاك هذه الأوراق» في اشارة واضحة للتستُّر على هذه الكارثة التي تعرَّضت لها ابنتي.   وأضاف الغامدي: إنه لم يكن يعلم بأن مولودته الصغيرة تعاني من هذا المرض حيث يقول: الإيمان بقضاء الله وقدره واجبٌ علينا، وقد كتب لها الله أن تُصاب بهذا المرض، ولكن هذا لا يعطينا الحق في التساهل مع المستهترين في صحة الإنسان وسكوتنا عن هذا الإهمال يُفاقم مشكلة الأخطاء الطبية التي تعاني منها مستشفياتنا. وفي ختام حديثه ناشد علوان الغامدي المسئولين في وزارة الصحة ممثلة بالشئون الصحية بالمنطقة الشرقية بتشكيل لجنة مستقلة تُحقِّق في هذا الخطأ الفادح الذي تسبَّب في فُقدانه لابنته وتفادياً لتكرار وقوع الكثير من الضحايا بعدها ، فالسكوت عن مثل هذه التجاوزات يزيد من حجم المشكلة. من جانبها قامت «اليوم» بالاتصال عدة مرات على إدارة العلاقات العامة بصحة الشرقية ممثلة في المتحدث الإعلامي من أجل الردِّ على هذه الحادثة، ولكن كلَّ المحاولات باءت بالفشل، حيث إن غالبية الأوقات إمّا أن يكون الهاتف الخلوي مغلقاً أو أنه لا يتم الرد على أيِّ اتصال.

المصدر:صحيفة اليوم