صفاء قرة محمد – بيروت

أكد سفير المملكة في لبنان علي عواض عسيري حرص المملكة على “اتمام محاكمات السجناء السعوديين في لبنان، مشيرا الى أن السفارة تتابع هذا الملف الحساس مع الجهات المعنية، ولدينا ثقة بالقضاء اللبناني الا انه تبقى الآلية المعتمدة السبب الوحيد في تأخير محاكماتهم حتى اللحظة”، موضحاً ان عدد السجناء يبلغ ثمانية؛ ستة منهم متهمون بقضايا ارهاب واثنان آخران في قضايا مخدرات”، معلناً انه “تم تخصيص محامية متخصصة بشؤون الارهاب تسلمت قضاياهم، ولم يعد الامر محصوراً بمحامي السفارة”.

كشف عسيري في حوار

لـ “اليوم” ان رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام ابلغه انه “تم البدء في محاكمة عدد من المجموعات وانجزت بعض الملفات، ولكن أحداث التمرد في سجن “رومية” انعكست سلباً على سير المحاكمات، الا انه أكد لي استمراره في النهج نفسه وفي اصول المحاكمات”.

وجدد السفير عسيري التأكيد ان المملكة “لا تتدخل في موضوع الرئاسة في لبنان وتؤمن بأنه خيار لبناني وللمسيحيين دور في اختيار رئيسهم وان يكون هناك اجماع عليه من قبل كل اللبنانيين”، داعياً اللبنانيين الى ان “يطلقوا التأثيرات في الجغرافيا السياسية على لبنان ومستقبله، وان يتم اختيار رئيسهم بأنفسهم وان يبقى هذا الاختيار من اختصاص وخيار اللبنانيين وحدهم”.

السجناء السعوديون ومحاكماتهم

نتيجة لمواكبتكم قضية الموقوفين السعوديين في سجن رومية، أين وصلت اليوم محاكماتهم؟

نتابع ومنذ فترة طويلة وضع السجناء السعوديين، سواء المتهمون بقضايا ارهاب او في قصايا أخرى لها علاقة بمخالفات قانونية قاموا بها على الاراضي اللبنانية، وهناك ما يقارب 400 متهم بقضايا إرهاب موقوفون لدى القضاء اللبناني، لهذا فإن الآلية التي تتطلب محاكتهم تتوجب أن يكونوا جميعاً في قاعة واحدة ولعدم توفر قاعة واحدة تجمع هذا العدد تأخرت المحاكمات، ونتيجة لمتابعتنا هذا الملف مع السلطات القضائية للاطلاع على اوضاع السجناء السعوديين علمنا ان الجهات المعنية توصلت الى تجزئة المتهمين الى مجموعات كي تتم محاكمتهم، وبالفعل بدأوا بهذه الآلية الا ان ما كان يحدث أن هناك بعض السجناء لا يرغبون بمحاكمتهم فيلجأون الى ادعاء المرض او رفض حضور الجلسات، وبالتالي عندما يتغيب عدد من السجناء من اي مجموعة يتم تأجيل المحاكمة لها وهذا ما حصل، ومن ضمن المجموعات التي يتأجل فيها المحاكمات التي تضم السجناء السعوديين، ونحن حريصون على اتمام المحاكمات ونتابع هذا الملف الحساس مع الجهات المعنية، ونحن بكل تأكيد نثق بالقضاء اللبناني الا انه تبقى الآلية المعتمدة السبب الوحيد في تأخير محاكماتهم حتى اللحظة.

كم عدد السجناء السعوديين لدى سجن رومية وما هي القضايا التي اوقفوا من أجلها؟

يبلغ عددهم الآن ثمانية سجناء بعد ان كانوا سبعة متهمين بقضايا إرهاب في ملف نهر البارد (شمال لبنان)، الا انه تم الافراج عن واحد منهم لقضائه فترة محاكمته وعاد الى المملكة، ليصبح هناك ستة متهمون بالارهاب واثنان متهمون بقضايا مخدرات ليصبح عدد السجناء السعوديين ثمانية.

كم يتبقى لهم لإنهاء فترة محكوميتهم؟

هذا الامر يعتمد على ما ستقرره المحاكمات، وهنا لا بد من الاشارة الى انني قمت مؤخرا بزيارة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في اطار متابعتي موضوع السجناء، وأبلغني الرئيس سلام انه تم البدء في محاكمة عدد من المجموعات، وانجزت بعض الملفات وأكد لي استمراره في النهج ذاته وفي اصول المحاكمات. لهذا عندما ستصدر المحكمة حكمها سيتم احتساب المدة التي قضاها كل سجين وما تبقى من مدة سيقضيها.

ما هي أوضاعهم الصحية وأعمارهم؟

ـ ليسوا من كبار السن، فهم في الثلاثنيات ويحظون برعاية واهتمام من جانب السفارة، وبالتالي نتابع اوضاعهم الصحية ونبعث لهم الادوية والكساء والطبيب ان احتاج الأمر واي متطلبات إنسانية في هذا الإطار، كما تم تخصيص محامية متخصصة بشؤون الارهاب تسلمت قضاياهم، ولم يعد الامر محصوراً بمحامي السفارة.

هل كان لأحدهم دور في عمليات التمرد التي حصلت مؤخراً في سجن رومية؟

لا معلومات بهذا الشأن، مع العلم انهم كانوا في المبنى ذاته الذي حصل فيه التمرد، الا انني اعتقد ان لدى السلطات اللبنانية الجواب الصحيح عن هذا الامر.

بشأن الشغور الرئاسي في سدة الرئاسة، ما هو موقف المملكة من إطالة هذا الفراغ وماذا تتمنون في هذا الاطار؟

أولاً نتمنى أن نرى الاستقرار في لبنان ونتمنى النجاح للحوار المسيحي – المسيحي لأننا نعوّل عليه كثيراً، فاختيار الرئيس المسيحي أولوية لدى المسيحيين، وبالتالي نتمنى ان ينتج عن الحوار آلية بهذا الشأن حتى ينتهي الاحتقان السياسي والطائفي في لبنان، والحوار المسيحي البناء سيكون له نتائج ستنعكس على لبنان والمسلمين وبالتالي نتمنى ان يقود الحوار لانتخاب رئيس جديد، ومن ثوابت المملكة عدم التدخل بالشؤون الداخلية ولهذا لا نتدخل بموضوع الرئاسة في لبنان، ونؤمن بأنه خيار لبناني وللمسيحيين دور في اختيار رئيسهم وان يكون هناك اجماع عليه من قبل كل اللبنانيين، وانتخاب الرئيس لا يتم من قبل المسيحيين وحدهم الا انه خيار مسيحي في النهاية.

وما هو برأيكم مفتاح حل هذه العقدة الرئاسية؟

مفتاح الحل التوافق اللبناني ـ اللبناني، وثانياً نعلم أن الجغرافيا السياسية لها تأثير كبير في المسيرة السياسية في لبنان، ولهذا نحن نتمنى في هذه المرحلة الحساسة أن يستطيع اللبنانيون أن يطلقوا هذه التأثيرات في الجغرافيا السياسية على لبنان ومستقبله، وان يتم اختيار رئيسهم بأنفسهم وان يبقى هذا الاختيار من اختصاص وخيار اللبنانيين وحدهم.

فتح قنوات الحوار

وفيما يخص الحوار الإسلامي ـ الإسلامي، كيف تصفون الحوار بين تيار “المستقبل” و”حزب الله”؟

ـ في الواقع ليس لدي معلومات عن جدول أعمال هذا الحوار ولكن أعتقد أنه ان توفرت الارادة السياسية الصادقة والمخلصة، وان كان هناك التزام حقيقي وفعلي بما يتم البحث فيه في الحوار والاتفاق عما سينتج عنه، بكل تأكيد سيؤدي هذا الحوار الى درء الفتنة السنية ـ الشيعية في لبنان، وسيوّحد الصف اللبناني والكلمة اللبنانية لاختيار رئيس واعتقد أن هذا الحوار هام وضروري، الا ان السؤال يبقى هنا هل الارادة والنية موجودة، الجواب سيكون في نتائج هذا الحوار.

الى أي مدى تبارك المملكة هذا الحوار، في الوقت الذي لم تتراجع فيه ايران و”حزب الله” عن سياستهما في المنطقة؟

ـ اننا ننظر الى الشأن الداخلي بمعزل عن تصرفات بعض الأحزاب تجاه الخارج؛ انطلاقاً من أننا ننظر الى الشأن الداخلي بمعزل عن تصرفات بعض الاحزاب تجاه الخارج انطلاقا من حرص المملكة على امن واستقرار لبنان، فالمملكة تشجع وتبارك اي حوار لبناني ـ لبناني يحقق هذا الهدف، وليس لدينا اي اعتراض ان كان هذا الحوار يخدم لبنان ويخدم الاستقرار به.

 

المصدر : صحيفة اليوم