الرياض – مناحي الشيباني
أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز رئيس برنامج الأمان الأسري الوطني أن برنامج الأمن الأسري أخذ على عاتقه منذ إنشائه حماية الأسرة من تداعيات التغيير السلبية كالعنف، وحماية أطفال اليوم وجيل المستقبل من الإيذاء والإهمال بمختلف أشكاله و أنواعه، بما في ذلك قضية (الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت) والتي تعتبر من القضايا والمشكلات المستحدثة على الساحة والتي تواجه المجتمعات اليوم ولكنها ولله الحمد لم تصل لدينا لحد الظاهرة.
وتناولت سموها في ورقة عمل لها أمس بالملتقى الوطنى للوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت والذي ينظمه الأمن العام حملت عنوان “دور برنامج الأمان الأسري في الوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت” أن برنامج الأمان الأسري الوطني يهدف لتحقيق جملة من الأهداف من أهمها، إبراز القيم الإيجابية للأسرة ودورها في حماية فكر النشء والتصدي للعنف والإرهاب، وكذلك توضيح العلاقة بين ما يتعرض له الفرد من إيذاء أو إهمال في المنزل وممارسة العنف الأسري والإرهاب في المستقبل وتعزيز دور الأسرة في غرس الفكر الواعي والسلوك السوي لحماية المجتمع من الأفكار المنحرفة والمتطرفة والتأكيد على ضرورة تكاتف جهود المؤسسات والهيئات الحكومية والجمعيات الخيرية في مواجهة العنف والإرهاب ضمن نهج تشاركي فعال وتفعيل دور الشباب في مواجهة العنف والإرهاب وتبني الجهات المعنية المبادرات الشبابية الايجابية وكذلك تبني مبادرات وتوصيات تسهم في تمكين الأسرة من تحصين أبنائها من العنف والإرهاب.
وتناولت الأميرة عادلة بنت عبدالله أبرز المشروعات التي ينفذها برنامج الأمان الأسري الوطني لوقاية الأطفال من الاستغلال الجنسي عبر الإنترنت ومنها مشروع خط مساندة الطفل والذي يعد من المشروعات الوطنية الرائدة لبرنامج الامان الاسري الوطني لخدمة الطفولة بالمملكة، ودليل واضح على ما أولاه ولاة الامر من اهتمام متزايد بمختلف القضايا التي تهم شؤون الاسرة والطفل في كل المجالات وقد انعكس هذا الاهتمام على المستويين المجتمعي والوطني، فقد تم تأسيس مشروع خط مساندة الطفل عام 1432/2011م والذي انطلق في مطلع عام 2011م كمرحلة تجريبية وفي مطلع عام 2014 كمرحلة أساسية تشغيلية وذلك لمساندة ودعم الأطفال دون سن الثامنة عشرة، واستجابة للاحتياجات المختلفة للطفولة في المملكة عبر رقم هاتفي مجاني وموحد، بهدف توفير المشورة للأطفال أو مقدمي الرعاية لهم، ومتابعة توفير خدمات الرعاية والحماية للأطفال عبر الجهات المسؤولة عن تقديم هذه الخدمات.
ومن أهداف خط المساندة ايضا التعامل الفوري مع الحالات الطارئة من خلال آلية الإحالة المباشرة للجهات المسئولة عن التدخل الفوري، ومتابعة بلوغ الخدمة للأطفال في الوقت المناسب، وسعيا من خط مساندة الطفل للوصول الى اكبر شريحة من المتصلين قام الخط بتمديد ساعات العمل الى 14 ساعة يوميا وتمت تغطية ايام الاجازة الاسبوعية (الجمعة، السبت)، وبهذا ينتقل خط المساندة الى مرحلة جديدة بالعمل على مدار ايام الاسبوع من التاسعة صباحا وحتى الحادية عشر مساء وذلك بواقع 14 ساعة يوميا كافة ايام الاسبوع.
وطالبت الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز في نهاية حديثها في الملتقى بأهمية رفع الوعي المجتمعي فيما يخص حقوق الطفل وحماية من أي مستجدات وقضايا تهدد صحته النفسية وأمنه وتحد من العنف ضدة وتلبية جميع حقوقه مطالبة بإجراء المزيد من البحوث والدراسات وتكاتف جميع مؤسسات المجتمع لحماية الأسرة من تداعيات التغيير السلبية كالعنف، وحماية أطفال اليوم وجيل المستقبل من الإيذاء أو التحرش الجنسي أو الإهمال بمختلف أشكاله وأنواعه.
وتناول المحور الثالث من الملتقى في يومه الثاني أمس في الرياض موضوع التكامل بين المؤسسات الأهلية والحكومية في التوعية الوقائية حيث ترأس د. بندر العبيان رئيس هيئة حقوق الإنسان الجلسة الأولى فيما ترأس د. جمعان بن رشيد بن رقوش رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الجلسة الثانية والتي تناولت محور المداخل والأساليب الوقائية من الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت فيما تناول المحور الخامس موضوع التجارب الدولية في مجال الوقاية والتصدي من الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت حيث ترأس الجلسة د. مفرح بن سعد الحقباني وزير العمل والتنمية الاجتماعية.
وتم استعراض عدد من تجارب الدول في بريطانيا وماليزيا والتجربة التايوانية والتجربة الفرنسية والتجربة الكندية والتجربة الأسترالية.