مازن السديري

    قبل أسابيع تعرض الأخ راشد الفوزان لنقد غير عادل لمجرد أنه أشاد بالإصلاحات التي تمت في عهد الملك عبدالله، طبعا الهدف لم يكن الأخ راشد بالتحديد ولكن لخلق انطباع سلبي يجعل الكتاب يترددون في ذكر الجوانب الإيجابية، وبالتالي يضيع الحياد والموضوعية ولا تكون الكتابة إلا بأسلوب النقد، وفقط النقد للتهميش وخلق انطباع غير متوازن للسخط.

الحقيقة يوجد بعض التيارات المتعصبة دينياً وتشوه الإسلام للأسف بمفاهيمها تكره إصلاحات خادم الحرمين ومواقفه المطالبة بالاعتدال، ولهذه الفئة جمهور نشيط عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحاول الاستقاء من أي رافد سلبي مثل بعض (المشعوذين) الذي يدعون بأنهم اقتصاديون ويلجؤون إلى نسف أي بناء تم خلال سنوات الملك عبدالله، وفجأة تجد آلاف المؤيدين لهم والرافضين لأي تعليق مختلف أو وجهة نظر أخرى، يليهم بعد ذلك مع تسفيه أغلب كتاب الصحف الورقية وبالتحديد ذوي التوجه الوطني مع وصفهم مثلاً (مطبلين أو مرتزقة وغيره) مع تكثيف الحضور وادعاء حجج سخيفة مستغلين عدم تخصص العامة مع تكذيب الأرقام الصادرة من منظمات دولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد وتطبيق القاعدة السامة: اكذب اكذب حتى يصدقك الجميع، ويكون الكذب فيما يلامس احتياجات الناس ويمس حياتهم اليومية لخلق تعاطف عام.

لكن الإحصائيات تفضحهم؛ حيث بلغ معدل النمو الحقيقي منذ تولي الملك عبدالله 6.4%، وأرجو عدم احتساب الفضل للنفط بشكل عام، حيث أن الناتج الحقيقي يثبت أسعار النفط منذ العام 1999 ولكن حججهم وادعاءاتهم لا تنتهي عند ذلك مثلاً.. أنه خطر اعتماد السعودية على مورد النفط وحده.. هذا صحيح نسبيا؛ لكن التحرر من الاعتماد على النفط ليس مسألة سهلة بالنسبة للكم الذي تصدره السعودية 7.7 ملايين برميل كمتوسط؛ فمثلاً روسيا التي تصل طاقتها العمالية عشرة أضعاف السعودية فإن صادرتها من النفط والغاز تصل 70%، ولدول تصدر ربع الحجم السعودي مثل فنزولا فإن النسبة تصل إلى 80% والجزائر 97%، مع العلم بأن الصادرات غير النفطية نمت في السعودية بمعدل 14% خلال عهد خادم الحرمين الملك عبدالله.

وماذا عن الحجج الأخرى الفساد وتأخر المشاريع والإسكان هي فعلاً موجودة وحقيقية، ولكن أبدأ بالفساد فهو فعلاً موجود ولم يمنع التنمية، وهناك دول عاشت نفس التجربة “الهند والبرازيل وماليزيا” زاد بها حجم الفساد ولكن لم يمنع التنمية، ومع تطور رأس المال البشري والأنظمة سوف يساعد بالتدريج لمواجهتها وهذا ما نراه في ماليزيا حاليا لكن الفساد لم ينتهِ هناك، لكن نعترف بأن مشاكل الإسكان والعقار لا تزال عالقة، وأنا شخصياً لا أتفق مع الحلول المطروحة للعامة من أغلب الجهات، وأضيف بأن هناك مشكلة حقيقية أخرى وهي الطاقة؛ وهنا تكون الموضوعية عبر الاعتراف بالمشاكل ولكن محاولة حلها وشكر الإنجازات.

لذلك فإن توجه الحاقدين الذي يتغذى على المشعوذين يجب ألا يثني حديث العقل عن الموضوعية التي تعترف بالفضل للملك عبدالله، وهذا ليس من أجله فقط بل من أجل المملكة هذا الوطن الذي يحوي إيجابيات تشرف وتحديات مثل أي اقتصاد ناشئ.

المصدر: صحيفة الرياض