اتبوك  –  الحياة

أطلقت جهات رسمية سعودية خلال الأيام الماضية، مبادرات لتخفيف حرارة الصيف عن عمال النظافة، بالتزامن مع جهود شعبية لدعم هذه الفئة، تمثلت بتوزيع المظلات، والمياه، والعصائر، والوجبات، وحتى التكريم بالورد والهدايا.

وبادرت بلديتا قصر ابن عقيل وعقلة الصقور في منطقة القصيم إلى تجهيز عربات نظافة جديدة، أضيفت إليها مظلات لحماية العمال من أشعة الشمس. وأعلنت بلدية قبة تصميم مظلات على عربات النظافة اليدوية، من أجل وقاية العمال من الشمس صيفاً، ومن الأمطار شتاءً. وجهزت بلدية عيون الجواء عربات مزودة بمظلات، في حين قامت بلدية النبهانية بتوزيع مظلات على العمال.

وفي السياق ذاته، أعلنت أمانة منطقة تبوك أخيراً أنها بدأت توزيع حاويات صغيرة للنفايات مزودة بمظلات حماية من الشمس على عمال النظافة في الشوارع الرئيسة في تبوك. وأيضاً قامت بلدية أبوعجرم في منطقة الجوف بتوزيع مظلات شمسية على عمال النظافة، لتقيهم حرارة الشمس.

ولاقت هذه المبادارت ترحيباً في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إذ علق عليها محمد أبوبكر: «ما أجمل أن ترى البلديات تلتفت إلى عمال النظافة، وتلزم الشركات المتعهدة بعمل مظلات تقيهم حرارة الشمس، نتمنى تعميمها على مناطق المملكة». ودونّ سليمان الغميز: «مررت اليوم بمحافظة ضرية في منطقة القصيم فوجدت رجل النظافة مميزاً بعربته المريحة ذات المظلة الأنيقة، حبذا لو عممت على المدن، شكراً بلدية ضرية». وتدعم هذه المبادرات الرسمية بأخرى شعبية، إذ قام أحد أعضاء فريق «مسؤوليتنا» التطوعي بتوزيع مظلات الرأس على عمال النظافة في جدة خلال رمضان الماضي، وقال محمد ختعن: «كنت استيقظ عند الخامسة صباحاً وأوزع المظلات على عمال النظافة، ثم اتوجه إلى مقر عملي، وما زلت أشعر بلذتها».

ومنح صاحب مطعم في الرياض عمال النظافة فطوراً مجانياً كل صباح، وأطلق طلاباً من منطقة الشرقية العام الماضي حملة لتوزيع المياه الباردة، والعصائر، والألبان على العمال. ونفذوها في الدمام والخبر.

وقررت نورة الناجم بعدما فقدت والدتها، إطلاق مبادرة «سقيا الماء»، والتي وزعت بعد ثلاث سنوات من عملها التطوعي أكثر من 300 وجبة يومية على عمال النظافة في الرياض، فيما وزعت خلال شهر شعبان من العام 1437هـ أكثر من 10 آلاف وجبة. وقرر 28 عاملاً منهم اعتناق الإسلام.

وتعمد أسر إلى وضع برادات مياه أمام منازلها حتى يستطيع العمال شرب المياه الباردة منها مجاناً من دون أن يشعروا بالحرج، وهي عادة قديمة منتشرة في مناطق المملكة كافة.

وفي بلدة المنصورة في الأحساء، كرم الأهالي قبل عامين، عامل نظافة بنغالياً بأكليل ورد وهدايا، بعدما عمل أمام منازلهم طوال 15 عاماً متواصلة، وهو أب لثلاثة أطباء. وقال صاحب المبادرة يوسف الوباري: «أردنا ان نبدد صوراً تنقل عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تعامل بعض السعوديين بقسوة وعدم إنسانية مع العمال، فهي لا تمثل المجتمع بأكمله».