جدة: عبدالسلام الشهري 2016-08-11 4:08 AM
أكد مدير جامعة جدة الدكتور عبدالفتاح مشاط، على أن الجامعة بدأت كأساس قوي بالرغم من عدم اكتمال البنية التحتية لها من مبان ومعامل، مشيرا إلى أنها ما زالت تحتاج إلى دعم كبير جدا، كاشفا أن الجامعة تسعى إلى العمل بشكل مميز ومختلف عن باقي الجامعات بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030، لافتا إلى أنه وجه بإعادة دراسة البرامج الأكاديمية لمواءمتها مع سوق العمل، الذي يسعى إلى تمكين عمل المرأة فيه من خلال إضافة العديد من البرامج التطبيقية لها في المناهج مثل العمل عن بعد.
رؤية مستقبلية
قال مدير جامعة جدة في حديث إلى “الوطن”: “لا أستطيع أبدا أن أقول إن الجامعة بدأت من الصفر، بل انطلقت كأساس قوي، خصوصا أنها خرجت من رحم جامعة الملك عبدالعزيز التي تعد من أفضل الجامعات عالميا لتقدمها في جميع المجالات، سواء التعليم أو البحوث العلمية، فنحن بدأنا من حيث انتهت جامعة الملك عبدالعزيز من ناحية البنية الأساسية لمفهوم التعليم العالي”، وأضاف طموحنا في جامعة جدة غير محدود، إذ نستشف ونستأنس برؤية المملكة 2030، والميزة أننا ننطلق مع انطلاق الرؤية، حيث وضعت الروية الملامح الرئيسية للمملكة وتحديدا التعليم، ومن هنا نستطيع أن نبني برامجنا ومشاريعنا والأهداف الرئيسية للجامعة بشكل موازٍ ومتوافق مع الرؤية.
تخطيط إستراتيجي
بين مشاط أنه ومنذ أول يوم عمل له تم تشكيل فريق عمل خاص للتخطيط الإستراتيجي عكف على عمل تصور مبدئي لخطة الجامعة حاليا كحل سريع لمواكبة الجامعات الأخرى وخطة مستقبلية للـ20 سنة القادمة بما يتوافق مع الرؤية، ومن أهداف الرؤية تمكين المرأة من العمل، ولكي نمكنها في سوق العمل ليس بالحصول على شهادة البكالوريوس أو المؤهل العلمي، وإنما لا بد من المؤهل المهني، وستتم إضافة مناهج في قسم الطالبات بحيث نمكنهن من العمل عن بعد.
موقع إستراتيجي
أوضح مشاط أن موقع الجامعة الإستراتيجي بشمال جدة سيخدم المنطقة، وقال: على سبيل المثال لا بد من كلية الهندسة أن تكون مواءمة لطبيعة المنطقة التي فيها الجامعة بشمال جدة، والتي تعتبر قريبة جدا من الصناعة والمدن الصناعية، ويجب أن يكون إنتاجنا يخدم المنطقة، وهذا الذي نسعى فيه أن تكون برامجنا في جامعة جدة مختلفة ومتوائمة مع متطلبات سوق العمل، لافتا إلى ضرورة تفعيل الشركات مع الجهات الأخرى، إذ أول شراكة مع وزارة العمل وستكون عملية من منطلق احتياج الجامعة واحتياجات سوق العمل لتتلاقى هذه الاتفاقيات.
تأهيل لسوق العمل
أشار مدير جامعة جدة إلى أن هناك توافقا مع وزارة العمل للحصول على معايير الوظائف المهنية، ومطلوب من الكليات أن تطبق هذه المعايير والمواصفات، وبالتالي لا يحتاج الطالب المتخرج من جامعة جدة إلى فترة تدريب وتحريك ومواءمة، ويستطيع الانخراط في سوق العمل مباشرة، متمنيا أن يستطيع مع جامعة جدة تحقيق أمنيته بأن تكون هناك سنة امتياز لجميع التخصصات، ليتمكن الطالب من ممارسة العمل خلال سنة الامتياز، ويعتبر متدربا وممارسا، وبالتالي يعمل مباشرة بعد تخرجه، متمنيا تطبيقها في التخصصات الهندسية والتقنية.
ملتقى الثقافات
عن مطالبات المجتمع بسعودة الجامعات أكاديميا، أكد الدكتور مشاط أن الجامعة لم تخرج أبدا عن خطة التعليم الجامعي في المملكة لتواجد خطة السعوديين إلى غير السعوديين في الجامعات، مؤكدا أنها لن تخرج عما تم الاتفاق عليه في برنامج آفاق الخاص بالتعليم الجامعي، منوها بأن الجامعات دائما ملتقى الثقافات والأطياف، وهو أمر مطلوب.
برامج تطبيقية
أوضح الدكتور مشاط أن الجامعة تعمل حاليا على التعليم والتعلم وعلى البحث العلمي وخدمة المجتمع والبنية التحتية، وتركز على تقنية المعلومات وتطبيعها واستخدامها لخدمة جامعة جدة وأهدافها، إذ إن الجامعة ناشئة وواعدة فيها كل مقومات النجاح، مشيرا إلى أنها أرض خصبة لتنفيذ رؤية المملكة، مؤكدا أن من أهم خطط الجامعة مواءمة البرامج والخطط الأكاديمية مع سوق العمل، إذ تم التعميم على جميع العمداء بإعادة النظر في البرامج الأكاديمية، وأضاف يجب أن تكون البرامج الأكاديمية بجامعة جدة مختلفة عن الصورة النمطية التي تتبعها الجامعات الأخرى، ولا بد أن تكون تطبيقية أكثر من كونها نظرية.
جذب الطلاب الموهوبين
عن مدى تحقيق جامعة جدة الهدف منها باستقلالها واستيعاب طلاب منطقة الشمال لتخفيف الضغط عن جامعة الملك عبدالعزيز، قال الدكتور مشاط: لا يزال الوقت مبكرا لتحقيق ذلك، ولكن نحن في مرحلة قبول، واستطعنا أن نجذب عددا من الطلاب الموهوبين الذين يحققون تطلعات جامعة جدة، وما زال لدى الجامعة برامج كثيرة لا بد أن تنفذها لتحقيق الهدف، كما لا يزال العمل تكامليا مع جامعة الملك عبدالعزيز، مبينا أن الجامعة تضم نحو 11 ألف طالب وطالبة في مختلف الفروع، ونحو 3400 مقعد للعام المقبل، مؤكدا أن مخرجات الجامعة لن تقل بأي حال من الأحوال عن جامعة الملك عبدالعزيز، والجامعة معترف بها لدى القطاع العام والخدمة المدنية.
وبين أنه لا يوجد حاليا في الجامعة برامج الانتساب أو التعليم عن بعد أو الموازي، مؤكدا أنها إن وجدت مستقبلا ستكون مختلفة وتحمل الصبغة الإبداعية لتتواءم مع سوق العمل.
اعتمادات مالية
بين مدير جامعة جدة أنه في حال توافر الاعتمادات المالية سيتم الانتهاء من المدينة الجامعية بالكامل خلال 5 – 6 سنوات، مؤكدا أن المباني المؤقتة للجامعة حاليا لن تعوقها عن الاستمرار في خططها، وقال: “المباني ليست هي التي تبني الجامعات، وإنما العقول المفكرة والمبدعة، فالمباني شيء ثانوي والموجود حاليا كافٍ لوضع قاعدة قوية”.
وعن الشراكة التي وقعتها الجامعة مع هيئة تقويم التعليم أخيرا، أكد الدكتور مشاط أنها تهدف إلى وضع معايير لجودة التعليم، وكذلك التأكد من الدور التكاملي للجامعة مع التعليم العام.
انفصال تدريجي
أوضح مدير جامعة جدة أن الجامعة انفصلت إداريا وماليا عن جامعة الملك عبدالعزيز، مؤكدا أنها لا تستطيع في الوقت الحالي أن تنفصل بالكامل، وقال: ما زال بعض أعضاء هيئة التدريس مكلفين لدينا، وسيكون الفصل تدريجيا، وسيحين الوقت ليقود أبناء جامعة جدة الجامعة بأنفسهم، لافتا إلى أن الكثير من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة حاصلون على درجات عالية من جامعات عالمية، وهذا يضمن كفاءة وجودة مخرجات الجامعة.
استقطاب أعضاء التدريس
أرجع مدير جامعة جدة، عدم سعودة بعض الوظائف الأكاديمية في الجامعة، إلى رفض بعض الأكاديميين السعوديين العمل في فروع الجامعات بالمحافظات، مؤكدا أنه لا توجد علاقة أبدا بالتكلفة المادية، وقال: لا أعتقد أن جامعة تستقطب غير السعوديين للتكلفة المادية، وإن نظرت بهذه الطريقة يجب أن تراجع نفسها، ومن المفترض أن يكون المعيار الأساسي لاستقطاب أي عضو هيئة تدريس لأي جامعة هو الكفاءة العلمية الأكاديمية.
تقويم التعليم
أكد الدكتور مشاط أن اختبار قياس كان يقيس مخرجات التعليم العام، ويقيس خصوصا في برامجه الأخيرة التعليم العالي، لكن كان يحتاج إلى جهة أخرى، وهي التي تفرض المعايير، وجودة هيئة التقويم التي تضع المعايير لإعادة صياغة التعليم العام والعالي في المملكة ستساعد في الاندماج بين التعليم العام والعالي، لأن الفجوة بالسابق كبيرة جدا، لأن كل جهة تنادي على معاييرها المختلفة، والآن أصبح التعليمان العام والعالي موجودين تحت مظلة واحدة، ولا بد أن يكونا مكملين لبعضهما، ولكي يتم تطبيق ذلك لا بد من إعادة الصياغة، وتطوير الهيئة للمعايير ستنعكس إيجابيا على التعليم.
وأضاف، أؤيد بشدة التوجه القائم في الهيئة على كل الطرق، ومن الممكن أن نرى في القريب ظهور ما يسمى بـ”سقف”، وهو الإطار الوطني للمؤهلات.
وبين مشاط أن برنامج “سقف” سيوائم بين سوق العمل والمؤهلات، والإطار العام للمؤهلات هو توثيق للمؤهلات في المملكة، ابتداء من الابتدائي حتى درجة الدكتوراه، من حيث طبيعة المؤهل ومخرجاته ومدى تواصله مع المؤهلات الأخرى.