حوار-مناحي الشيباني
أكد اللواء جمعان الغامدي-مساعد مدير الأمن العام لشؤون الأمن ورئيس اللجنة العليا للملتقى الوطني للوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت- أن التعامل مع جرائم الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت ووسائل التقنية يتم وفقا للمادتين السادسة والثامنة من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية مشيرا إلى أن إدارة مكافحة الجرائم المعلوماتية بالأمن العام تتولى ضبط جرائم نشر المواد الإباحية أو إستغلال الأطفال جنسياً وملاحقة المسؤولين عنها.
وبين في حوار أجرته معه «الرياض» أن الأمن العام يبذل قصارى جهده في سبيل ضبط المجرمين المتورطين في قضايا التحرش الجنسي بالأطفال عبر الأنترنت وتفعيل التوعية، وقال أن الأمن العام شريك مع بعض المنظمات التي تعني بحماية الطفل ولدينا مندوبين فيها ونتعاون معهم تعاون تكاملي مشيرا أن مراكز الشرط تستقبل جميع البلاغات في تلك القضايا من المواطنين والمقيمين بالمملكة، ويتم ضبط المتورطين وتقديمهم للقضاء وحفظ سرية الأسر المتضرره مبينا أن الملاحقة القانونية تطال حتى المتورطين في تلك القضايا من خارج المملكة عن طريق الأنتربول وأحالتهم للهيئات القضائية حسب الأنظمة.. وفيما يلي نص الحوار:
الاهتمام بالنشء
برعاية كريمة من لدن سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية تنطلق فعاليات الملتقى الوطني للوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت في الرياض الذي ينظمه الامن العام.. كيف ترون اهتمام الدولة بهذه القضية ؟
تعتبر المملكة دولة رائدة في الحفاظ على النشء وبناء الأسرة الصالحة ولقد سخرت كافة الأمكانات للحفاظ على الطفل وتربيته التربية السليمة وتهيئة البيئة الأمنة المناسبة إنطلاقا من ديننا وثقافتنا وقيم المجتمع النبيلة، والمملكة دولة عصرية تتوفر بها جميع الخدمات التقنية التي تطورت في العصر الحديث وحرصت على حماية الطفل من جميع المهددات وأنشأت لذلك العديد من المنظمات وأصدرت القوانين اللازمة لحمايته وإنزال العقوبات على من يسئ إليه وكون الإستغلال الجنسي للإطفال عبر الإنترنت ووسائل التقنية من الأساليب الإجرامية الحديثة، فقد أولت المملكة إهتماماً كبيراً بهذا الجانب وذلك في نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية التي تضمن عقوبات قاسية بالسجن والغرامة لكل من يستخدم وسائل التقنية للإساءة للإطفال للإبتزاز أو العدوان أو النشر لترويج المقاطع الإباحية أو غيرها من الجرائم المعلوماتية ولهذا فإن الجهات المختصة في الأمن العام تولي هذا الموضوع إهتماماً كبيراً وسخرت كافة الإجراءات المتاحة لجمع الأدلة على المشتبه بهم وتحويلهم إلى هيئة التحقيق والإدعاء العام لإستكمال كافة جوانب التحقيق التي تثبت إرتكاب الجريمة ومن ثم إحالتهم إلى القضاء الشرعي المختص ليصدر بحقهم العقوبات الصارمة، وهذا الملتقى الذي يرعاه سمو ولي العهد يستقطب كبار الخبراء العالميين في مجال حماية الطفل من الإستغلال الجنسي عبر الإنترنت وهو دليل واضح على إهتمام المملكة بهذا الموضوع المهم .
هاجس عالمي
هل أصبحت قضية الاستغلال الجنسي للإطفال عبر الإنترنت تمثل لكم هاجسا أمنياً في السنوات الأخيرة، ولماذا؟
الإستغلال الجنسي للإطفال عبر الإنترنت هو هاجس عالمي لحماية الطفل، والمملكة هي من ضمن دول العالم، والطفل له مكانة كبيرة جداً ولدينا في المملكة إهتمام كبير بحماية الطفل .
حماية الطفل
ماهي الأهداف التي تسعون لتحقيقها من هذا الملتقى؟
الهدف هو حماية الطفل من الإستغلال الجنسي وبناء الأسرة الصالحة وتنفيذ توجيهات سمو ولي العهد الذي يولي هذا الجانب إهتمام كبير جداً ويدعم العمل الذي يؤدي إلى نجاح الجهات الأمنية لأداء مهمتها ويدعم العمل الأمني تقنياً والعمل على حماية الطفل وحماية الأسرة وحماية المجتمع والحد من الأشخاص اللذين لديهم سلوك أجرامي .
وسائل التواصل الاجتماعي
وسائل التواصل الاجتماعي هل ساهمت في تفشي ظاهرة إستغلال الأطفال جنسيا ؟
هذه الوسائل ساهمت بشكل كبير في تفشي كثير من الظواهر السلبية والإيجابية وأنا أدعو وأنصح كل شخص يستخدم هذه الوسائل في أفعال الخير وأن يحذر أن يوقع نفسه تحت طائلة عقوبة النظام وأن يحذر من إعادة نشر مثل هذه المقاطع لأن إعادة هذه المقاطع يعد جريمة ويحاسب النظام على إعادة نشرها إذا كانت تستغل في الإساءه للآخرين ويجب على كل شخص أن يكون لبنة خير دائماً .
الضبط وجمع الأدلة
هل لديكم إجراءات لمحاربة وملاحقة وتجريم الاباحية عبر الانترنت، وما أبرز هذه الإجراءات التي قمتم بإتخاذها في السنوات الأخيرة حيال هذه القضية؟
نحن في الأمن العام مهمتنا القبض والضبط وجمع الأدلة والإستدلالات وتقديمها لهيئة التحقيق والإدعاء العام وماصدر من أنظمة وتشريعات قانونية في مجال الحماية من الجرائم المعلوماتية هو مجال واسع وتعلمون أن النظام لدينا هو نظام مكتمل لحماية الأطفال تلك الأضرار ومن الإستغلال الجنسي الذي قد يضر في بناء الأسرة والمجتمع، وعملنا في الأمن العام يبدأ برصد الأشخاص المتورطين في تلك القضايا ومتابعة أنشطتهم وإحالتهم لمراكز الشرط وإستدعاءهم وضبط الأدلة ومن ثم إحالتهم لهيئة التحقيق والإدعاء العام .
أجهزة متطورة للرصد
إدارة مكافحة الجرائم المعلوماتية بالأمن العام تتعاون مع شرط المناطق وعدد من الجهات لتتبع المعرفات وضبط من يقف خلفها، كيف تصفون هذه الجهود ؟
إدارة الجرائم العلوماتية بالأمن العام هي إدارة تابعة للإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي ولها فروع في جميع مناطق ومحافظات المملكة إضافة إلى أنه تم إنشاء فرع داخل هذه الإدارة يعني بحماية الأطفال من الإستغلال الجنسي عبر الإنترنت ويعمل بهذه الإدارة متخصصون من بينهم من يحمل درجة الدكتوراه وهم مزودون بأحدث الأجهزة التي تعينهم على أداء العمل المطلوب منهم .
اساليب الايقاع بالاطفال
بحكم وقوفكم على قضايا المتورطين في إستغلال الأطفال جنسياً من خلال ما تتقلونه من قضايا في مراكز الشرط، ما أبرز الوسائل والأساليب التي يستغلها الجناة للإيقاع بضحاياهم، وكيف يتم الحد منها ؟
يعتبر دور الأسرة هو دور أساسي ولذلك يجب على الأسرة أن تحافظ على الطفل وتراقب الطفل في إستخدامه للإنترنت وماهي المواقع التي يدخل إليها والمحافظة على عنوان الطفل الإلكتروني وهاتفه الجوال حتى لا يستغل من الأشخاص المتربصين بالأطفال ذوي السلوك المنحرف وهناك مواقع يستغلها الجناة للإيقاع بضحاياهم من الأطفال ومن أبرزها الألعاب التي يدخلها الأطفال ومواقع الدردشة ومواقع التواصل الإجتماعي من قبل الأطفال الذين هم غير مؤهلين لمثل هذه الأمور ويتم تصيد عناوينهم وصورهم، وبعض الأطفال يقوم أيضا بتصوير مقاطع ويعيد إنزالها بهدف التسلية ويتم الإيقاع به من خلال هذه البرامج .
التعامل مع بلاغات الاستغلال الجنسي بسرّية تامة
أوضح اللواء جمعان الغامدي أن التبليغ في مثل هذا النوع من القضايا يتم عن طريق تقديم البلاغ عبر بوابة وزارة الداخلية اوعن طريق إدارة الجرائم المعلوماتية وكذلك عن طريق مراكز الشرط حيث يستطيع المبلغ أو الضحية زيارة أقرب مركز شرطة لمنزله أو عن طريق الهاتف ( 999)، والطرق كما أشرت أن هناك وسائل متعددة في البلاغ يستطيع المبلغ أنه يستخدمها ويتخذ فيه كافة الإجراءات النظامية وكما تعلم أن ما يتعلق بقضايا الإستغلال الجنسي بالذات جريمة يتحرج منها كثير الأشخاص المتضررين ويترددون في الإبلاغ عنها ولكن من يصل إلينا بأي طريقه في البلاغ سيكون التعامل معه بسرية تامه ونحن نتعامل مع جميع البلاغات بسرية تامة وكل ما لدينا من أنظمة وتعليمات تحافظ على السرية والخصوصية والمبلغ يكون تحت الرعاية والإهتمام حتى نهاية القضية وحفظها.
الانتربول يلاحق المتورطين بالخارج
أكد اللواء جمعان الغامدي في إجابته على سؤال حول وجود أشخاص متورطون في جرائم الإستغلال الجنسي للإطفال خارج المملكة، وكيفية التعامل معهم، أكد أن غالبية ما ينشر عبر مواقع الإنترنت داخل المملكة ليس من إنتاج المملكة بل من أشخاص يتصفحون الإنترنت، وأدوات التواصل الإجتماعي ويعدون نشرها، وقال إنه إذا كان الشخص المتورط يقيم في المملكة يطبق عليه النظام بالمملكة، أما إذا كان الشخص المتورط في القضية خارج المملكة ويستهدف المملكة فلدينا منظمات دولية تتعامل معه ولدينا تعاون مع الإنتربول في مثل هذه القضايا حيث نحدد موقع الشخص ونتعامل معه حسب الأنظمة والقوانين .