عبدالعزيز السلمي – جدة

تسببت طبيبة مقيمة تعمل في مستشفى خاص بجدة بحرمان مواطنة من الإنجاب مدى الحياة، بعد أن دخلت المواطنة المستشفى لإجراء ولادة قيصرية، لكنها خرجت منها بإعقام دائم.
وتفصيلاً؛ يقول زوج المواطنة (ن.م) في حديثه لـ”سبق”: في شهر ذي القعدة من عام ٢٠١٦ ذهبنا لأحد المستشفيات بجدة لمتابعة حمل زوجتي وولادتها وتم تحديد موعد العملية القيصرية في منتصف يناير ٢٠١٧.

وأضاف: ذهبنا على موعد العملية بعد طلب الدكتورة بإحضار أربعة أكياس دم وأتينا في وقت متأخر وقريب من موعد العملية جدًا، ثم وقعنا على النموذج الاعتيادي للقيصرية، والتوقيع على ورقة التنويم على عجالة، بعدها دخلت زوجتي غرفة العمليات.
وأردف: وبعد عمل العملية وعند خروجنا من المستشفى رفضوا إخراج ابني قبل دفع مبلغ ثلاثة آلاف ريال، وبعد سؤالي أجابوا أنه كان هناك عملية ربط لأنابيب الرحم (إعقام دائم) تفاجأت من هذا الأمر، وظننت أنهم اكتشفوا مشكلة كبيرة في الأنابيب، أو شيئًا من هذا القبيل، لم أكن أريد أن أدفع حتى استفسر ولكن أجبرت لأنهم رفضوا إخراج ابني.

وأضاف: عند تواصلي مع شركة التأمين عن هذا الأمر وهل رفضوه ليتم أخذه كاش مني أبلغوني أنه لم يتم إرساله أصلاً ( وحسب نظام مجلس الضمان الصحي وفي هذه الحالات يتم إرسال جميع الإجراءات المعمولة للمريض لأخذ الموافقة وفي حال رفض أي منها يوقع المريض بتحمله التكاليف كاش أو يدفع قبل عمل العملية إن لم يُرد أن يوقع) ونموذج الموافقة لدي يؤكد عدم إرساله وأنه تم إخفاؤه عن شركة التأمين.

وواصل: بعد ذلك تواصلت مع المستشفى، وطلبت تقريرًا، وفوجئت برد المدير الطبي الذي قال: (لم يكن هناك داعٍ صحي بل كان بطلبكم)، عندها سألته هل: لديك طلب خطي مني أو من زوجتي؟ قال: لا، لكن هناك موافقة وتوقيع منكم.. قلت له: هل أستطيع رؤيته؟ قال لي نصًا: “لا ممنوع”.. قلت: هذا من حقي كونك تقول إنني موقع أنا وزوجتي، ثم أجاب: “ممنوع من وزارة الصحة أن ترى هذه الورقة إذا أردت رؤيتها فقدم شكوى (هذا الكلام مثبت على المدير الطبي خطيًا) بعد ذلك علمت أن هناك شيئًا خطيرًا لا يريد المستشفى أن أراه، وهناك من يحاول تدارك الأمر.

وأضاف: عندها توجهت بشكوى للشؤون الصحية ومضمونها أنني أريد أن أرى موافقتنا على هذا الإجراء ومن ثم ذهبت بعد الشكوى بأسبوعين لأجد الورقة وكانت هنا الصدمة العظيمة؛ فلقد كان النموذج هو النموذج الاعتيادي للعمليات، مثل القيصريات والزائدة والعمليات العادية، وكان ربط الأنابيب واضحًا جدًا أنه مضاف لهذه الورقة.
وتابع: توجهت فور رؤيتي لهذا الأمر لشكوى ضدهم دامت في الشؤون الصحية ما يقارب الخمسة أشهر دون جدوى فقمت بتحويلها للنيابة العامة لأن ما حدث هو تعدٍ صريح على زوجتي وليس خطأً طبيًا.

وكشف: مثل هذه العمليات تحتاج إلى خطاب خطي من الزوجين وموافقة الدكتورة واستشاري ومدير القسم وأيضا تحتاج إلى نموذج خاص بهذه العمليات؛ فهي محرمة شرعًا من اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية، وعندي ما يثبت قطعًا أن هذا الإجراء هو إجراء خاطئ، لا يمت للأعراف الطبية بصلة.
واختتم قائلاً: أناشد عبر صحيفة “سبق” وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة بإنصافي فما حدث لزوجتي جريمة لا تغتفر, لقد حرمت زوجتي من الإنجاب للأبد, ما حدث جريمة صريحة في حقي وحق أسرتي.

وتواصلت “سبق” مع المستشار القانوني للمستشفى الذي رفض التعليق.