أكد مختصون وناشطون في مجال الإعاقة البصرية أن إيجاد ممشى خاص بالمعوقين في جدة، خطوة تحتاج إلى إعادة نظر في الحلول الأنسب للوصول الشامل لذوي الإعاقة، وأن كود الوصول الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن أعد لتهيئة البيئة كي تكون صديقة وآمنة لهم.
موقع بعيد
أشاد الناشط في مجال الإعاقة البصرية عضو مجلس إدارة جمعية إبصار عضو اللجنة الوطنية لمكافحة العمى، محمد توفيق بلو، بمبادرة أمانة جدة باستحداث ممشى للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية بطول 1000م، ضمن ممشى شارع التحلية غرب طريق المدينة، وهي المرة الثانية التي تبادر أمانة جدة بعمل مرافق ترفيهية ورياضية للمعوقين بعد حديقة الإرادة، الأمر الذي يعكس اهتماما إنسانيا واجتماعيا بالأشخاص ذوي الإعاقة، وهذا جهد يشكرون عليه.
واستدرك “لكن استحداث ممشى مخصص للمعوقين بصريا جاء في منطقة يصعب الوصول إليها، بحكم الازدحام واختناقات السير التي تعانينها مدينة جدة، خصوصا شارع التحلية، إضافة إلى ذلك، التوجيه والإرشاد للمكان، إذ إنني شخصيا قمت بمحاولة الذهاب لاستطلاع الموقع مع سائقي الذي لم يتمكن من الوصول إلى المكان الصحيح، لعدم وجود علامات إرشادية تبين المكان، باستثناء لوحات الإعاقة الحركية، وبعد جهد توصلنا إلى الموقع المحدد، وأول ما لفت انتباهي هو أن موقف السيارات طولي، مما يعني أن المعوق بصريا سينزل في اتجاه السيارات القادمة في الشارع، الأمر الذي يتعارض مع إجراءات السلامة، ليس فقط للمعوقين بصريا بل لأي شخص، خصوصا الأطفال ومستخدمي الكراسي المتحركة، لتعرضهم لخطر سيارات المارة“.
لا يناسب ذوي الاحتياجات
أضاف بلو “الأمر الآخر الذي فاجأني، أنه بمجرد النزول من السيارة فإن قدمك ستقع على حافة رصيف موقف السيارات الذي ربما يؤدي بك إلى اختلال التوازن أو السقوط، بسبب أنه معد من أحجار صخرية متلاصقة إلى جانب بعضها، وبينها بعض الفراغات، إضافة إلى ذلك، رصيف الممشى مرتفع جدا وإذا سقط منه المعوق أو السليم حتما سيتعرض للإصابة“.
وقال “اضطر سائقي إلى اصطحابي وتوجيهي للوصول إلى المزلقان الذي خلاله الصعود إلى الممشى، وتبين لي أن المزلقان معد بطريقة عكسية، ويتقاطع أفقيا مع موقف السيارات، والممشى وأرضيته ملساء لا تتضمن فواصل أرضية لحماية الكراسي المتحركة من الانزلاق بسرعة، وحواجز واقية من الجانبين لتأمين المعوق بصريا من السقوط في حال انحرف عن مساره، زد على ذلك الاصطدام بالمارة عند الوصول إلى نهاية المزلقان لتقاطعه مع الممشى، وبعد كل ذلك عند وصولك إلى المسار المعد لذوي الإعاقة البصرية تصدم بأن عرضه لا يتعدى 40 سم وبحواف بارزة، مما يجعله محدود الفعالية في توجيه المعوقين بصريا، إذ إن عصا الكفيف خلال المشي لا بد أن تحرك على شكل قوس يمينا ويسارا في زاوية تراوح بين 140 – 160 درجة، مما يعني أن العرض المناسب للمسار لا بد ألا يقل عن مترين.
بيئة صديقة
من جهته، أكد الناشط المستشار في التأهيل وتهيئة البيئة لذوي الإعاقة وكبار السن، طارق إمام، أن كود الوصول الشامل لذوي الإعاقة وكبار السن أُعد لتهيئة البيئة كي تكون صديقة وآمنة لهم، منبها إلى ضرورة مراعاة عنصر الأمان بالنسبة لمواقف السيارات الخاصة بالممشى، والعمل على سرعة إضافة مطبات اصطناعية لتقليل سرعة السيارات بجوار المواقف، وتزويد المساحة المخصصة للمكفوفين بلوحات إرشادية لاستدلال مرافق الكفيف عن الموقع المهيأ، واستبدال المواد المصنع منها المسارات بمواد أخرى مطابقة للمواصفات والمقاييس، لا تتأثر بعوامل التعرية الخارجية .