الرياض: فاطمة باسماعيل

 انتهى العام الدراسي، بقضية تثير الكثير من الجدل؛ لأن بطلتها طفلة في الصف الأول الابتدائي، حبستها مدرستها هي وزميلتها في دورات المياه بحجة أنهما مشاغبتان. وأكدت المستشارة التربوية، مديرة التوجيه والإرشاد في وزارة التربية والتعليم سابقا، مشاعل الدخيل أن التعامل غير التربوي مع الطلاب والطالبات يستوجب عقوبات صارمة تصل إلى حد الفصل من المدرسة. جاء ذلك تعليقا منها على قضية الطفلة طيف بدر السياط، الطالبة في الصف الأول الابتدائي بإحدى المدارس الأهلية في الرياض، التي حبستها إحدى المعلمات في دورة المياه؛ بحجة أنها مشاغبة، واعتبرت الدخيل أن الأمر خطير للغاية، وتجب محاسبة المعلمة. واستنكرت الدخيل قرار مكتب الإشراف بحي الروضة الذي قرر لفت نظر المعلمة فقط، معللا ذلك بأن دورة المياه كانت قريبة من الفصل، ولو أنها كانت بعيدة، لكانت العقوبة أغلظ، ولم تعتذر المعلمة أو إدارة المدرسة للطفلة وذويها عما حدث، وذلك بعد أن رفع والد طيف شكوى يستنكر فيها ما حدث لابنته، لكنه تفاجأ بعد التحقيق مع المعلمة بهذه العقوبة التي لا ترقى إلى ما سببته لابنته من إيذاء نفسي وجسدي على حسب قوله. وطالب أبو الطفلة طيف، بدر هلال السياط في حديثه إلى “الوطن” بتدخل وزير التربية والتعليم مباشرة في قضية ابنته، وقال شارحا ما حدث لابنته “ابنتي طالبة بالصف الأول الابتدائي بمدرسة خاصة في حي الريان بمدينة الرياض، وحرصت على إدخالها مدرسة خاصة، رغبة مني في مزيد من الرعاية والاهتمام والتميز، لكن للأسف حدث عكس ذلك تماما، من خلال ما قامت به معلمة الرياضيات (تحتفظ الصحيفة باسمها)، حين قامت بحبس طفلتي بدورات المياه مع طالبة أخرى من نفس الفصل، بحجة أنهما طالبتان مشاغبتان، يا لهذا الجرم العظيم الذي اقترفته هاتان الطالبتان بالصف الأول الابتدائي، ولا نعلم عن المدة التي قضتها هي وزميلتها في دورة المياه، إلى أن حضرت معلمة أخرى في نفس المدرسة وعلمت بالأمر وقامت بإخراجهما من دورة المياه”. وأضاف والد الطفلة “كانت ابنتي في حالة خوف شديد، لدرجة أنها رفضت الخروج من الحمام، خوفا من مضاعفة العقوبة عليها من المعلمة، التي كانت في بداية الأمر تقف خارج دورات المياه لمراقبتهما، ومنعهما من الخروج، تنفيذا لحكمها الذي حكمت به على ابنتي وزميلتها، علما بأن ابنتي طالبة متفوقة ومتميزة وبشهادة جميع المعلمات بالمدرسة، وحازت العديد من جوائز التميز خلال هذا العام”. “الوطن” قامت بالاتصال بصاحب المدرسة، سليمان الغصون لمعرفة الحقيقة من جانبها الآخر، والمفاجأة أنه نفى تماما ما جاء على لسان الأب، وقال “لم تحبس المعلمة الطالبة داخل دورة المياه؛ بل أوقفتها مع زميلتها إلى جانبها، ودورة المياه بجوار الفصل، لا تتعدى المسافة خمسة أمتار، والمشرفة التربوية التي حققت في الموضوع عندما رأت ذلك، اكتفت بلفت نظر المعلمة، وطالبتها بضبط أعصابها مع الطالبات، فيما أكد والد الطالبة، بدر السياط أن كلام صاحب المدرسة غير صحيح، وأن المشرفة التي حققت في القضية أكدت له أنها تحققت من واقعة الحبس داخل دورة المياه، لكنها رأت أن لفت النظر يكفي كون دورة المياه قريبة من الفصل، وهو ما لم يقبله الأب، وقد قامت المساعدة، نوف المطيري بالاعتذار للأب عن رأي المشرفة، لكنها أبلغته بأن هذه العقوبة هي القصوى في حق المعلمة. من جهته، اعتبر أستاذ العلاج الأسري بجامعة أم القرى، الدكتور محمد القرني أن مثل هذه العقوبات غير التربوية لها آثار نفسية واجتماعية كثيرة على الأطفال، وتؤدي إلى آثار عكسية.

المصدر:صحيفة الوطن