جدة: نجلاء الحربي 2016-08-25 1:52 AM
في استمرار لجرائم القتل بين الأزواج التي ظهرت في الفترة الأخيرة، وكان آخرها مقتل مواطن على يد زوجته في شرورة أول من أمس، وجهت هيئة التحقيق والادعاء العام في الرياض إلى مواطن تهمة القتل العمد لزوجته، وذلك بعد أن لقيت مصرعها في حريق شب في غرفة بأحد الفنادق قبل شهرين.
فعل فاعل
حسب المعلومات التي حصلت عليها “الوطن” وصفت الجريمة من قبل رجال الضبط الجنائي وتقرير الطب الشرعي بـ”الشنيعة”، فيما قال التقرير الطبي حول الحادثة “إن الحريق تم بفعل فاعل، نظرا لوجود كميات كبيرة من البنزين في الغرفة”، إضافة إلى “اختفاء بعض الأدلة والبراهين بسبب الحريق والتي تدل بشكل قاطع على تورط شخص في الحادثة”.
وكشف المحامي المكلف بالترافع في قضية الزوجة المحترقة (رفض الإفصاح عن اسمه)، أنه وفقا لمحضر التحقيق والتسجيلات الصوتية المحرزة، فإن الضحية كانت تتعرض لعنف أسري مستمر من قبل الزوج الذي عرف عنه تعاطيه المخدرات، مما جعله المتهم الأول في قضية قتل الزوجة. وأوضح أن أقوال المتهم في محاضر هيئة التحقيق والادعاء فيها الكثير من التناقضات، الأمر الذي دفع المحققين إلى تحويله للكشف عن حالته العقلية، وكشفت النتائج أنه لا يعاني من أي اضطراب عقلي أو نفسي.
تاريخ من العنف
يكشف المحامي أيضا أنه بعد البحث والتحري وجد أن الزوجة سبق أن تقدمت بشكوى للجهات الأمنية تفيد تعرضها للعنف المستمر من قبل الزوج الذي كان يستنزف أموالها ويجبرها على استدانة المال من أهلها، وذلك لشراء المخدرات، وقد سبق أن أحيلت إلى الشؤون الاجتماعية ومن ثم دار الحماية، ولكن الزوجة فضلت عدم البقاء في الدار ورجعت إلى زوجها من أجل أبنائها، إذ إنها أم لثلاثة أطفال.
ابتزاز الزوج
يشير المحامي إلى أن الشرطة زودت هيئة التحقيق والادعاء العام بتسجيلات صوتية وجدت على هاتف المتهم، وتتضمن اعترافات مزيفة من الضحية توجه فيها الحديث إلى الزوج قائلة إنها تخطط للإقدام على الانتحار نتيجة لعدم رغبتها في البقاء والاستمرار في الحياة.
وكشف أنه في آخر أحد المقاطع تبين أن الضحية قالت لزوجها “هل تريد أن أكمل أو أزيد على هذا الكلام؟”، مبينا أن ما حدث في هذا المقطع الصوتي يدل على أن الزوجة كانت تنفذ أوامر من المتهم، مما جعل مسألة تورط الزوج في جريمة القتل واضحة أمام المحققين.
المطالبة بالقصاص
ينتظر أن تحال القضية إلى المحكمة الجزائية في الرياض للنظر فيها، بعد أن وجه الادعاء تهمة القتل العمد إلى الزوج، وطالب بتطبيق حد القتل قصاصا، لوجود إثباتات بتعرضها للعنف المستمر منه، وليس لها أي علاقات أخرى أو عداوة مع أشخاص آخرين، خاصة أن تقرير الطب الشرعي جزم بأن الجريمة المرتكبة حدثت بفعل فاعل.
يذكر أن المتهم انتقل بعائلته إلى أحد الفندق بعد عجزه عن دفع إيجار شقته وفصله من عمله، وفي ليلة الحادثة – حسبما ورد في التحقيقات – قابل المتهم عامل نظافة في الفندق وأعطاه سجائره وولاعة كان يحملها معه، وطلب منه أن لا يهرع إلى الغرفة في حال سمع أي نداء أو صراخ ومن ثم توجه المتهم إلى أحد المساجد القريبة.
وتقول التحقيقات إنه بعد دقائق من خروج الزوج اندلع الحريق في الغرفة القريبة من سطح الأرض، والتي تسكنها الزوجة والأطفال الثلاثة، مما دفعها إلى رمي أبنائها واحدا تلو الآخر من إحدى النوافذ، ولم تستطع الضحية الهرب بعد أن تمكنت النيران من الغرفة فلقيت مصرعها حرقا.