اعتمد مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة إستراتيجيته البحثية للسنوات الخمس القادمة. وارتكزت الإستراتيجية على عدة محاور أولها: إنشاء قاعدة بيانات موثوقة عن الإعاقة، ويعمل المركز على استغلال قدرته لتكوين شراكات تعاونية قائمة على أسس علمية صحيحة ومبادئ متينة بهدف إنشاء قاعدة بيانات موثوقة لجمع ونشر الأبحاث المتعلقة بالإعاقة، وتحقيق فاعلية أكبر في قدرة الجهات الوطنية في الحد من الآثار المترتبة عليها.
كما ترتكز الإستراتيجية على «تطوير طرق التشخيص»، لمواجهة مشكلة حقيقية تواجه العديد من الإعاقات التي لم تشخص بعد في المملكة، ما يحرم أفرادها من فرص التدخل المبكر والدمج التكاملي وكل أشكال التأهيل والعلاج المتاحة للأفراد ذوي الإعاقة.
ويمثل الاهتمام الثالث «دعم البحث المتقدم» إحدى الإستراتيجيات البحثية للمركز الذي تنطلق أهدافه من قاعدة راسخة تقوم دوماً على استخدام الأبحاث العلمية المتطورة والتقنية الحديثة بشكل يساعد في تحديد وبناء معرفة دقيقة بالاضطرابات التي تسبب الإعاقات المختلفة، والعمل على إيجاد طرق علاجية متقدمة للحد من الإعاقة، والاستمرار في دعم طرق البحث المتقدم هو السبيل الأمثل لمساعدة صانعي القرار في مجال الرعاية الصحية في تنفيذ إستراتيجيات الوقاية من الإعاقة وعلاجها والحد من آثارها. كما يمثل إطلاق «المبادرات الخاصة» الاهتمام الرابع للمركز في المحافظة على درجة معينة من المرونة من خلال تخصيص ما يصل إلى 20% من تمويله للمبادرات الخاصة بشكل يدعم ويمول الأفكار الجديدة بعد تقييم وتحكيم جميع المقترحات الواردة باستخدام آليات علمية دقيقة. ووفق تأكيدات رئيس مجلس أمناء المركز الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، يعمل المركز كداعم إستراتيجي ضمن خطة التحول الوطني في المملكة، لافتاً إلى أن المركز يقدم المبادرات المهمة لصالح قضايا الإعاقة والمعوقين، رافعاً شعار «علم ينفع الناس». وسعى المركز مع العديد من الجهات المتخصصة إلى تطوير وتنظيم الإجراءات البحثية لصالح ذوي الإعاقة، عبر إجراءات مقننة بما يضمن نجاح تطبيق البرامج والمشاريع التي ينفذها على أرض الواقع. وظل المركز يواصل دوره العلمي والعملي، ويقدم الدعم للعديد من الأبحاث للحد من الإعاقة ومعالجة أسبابها، إلى جانب تحسين نوعية الحياة للأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم من استغلال أقصى الطاقات الموجودة لديهم، وفي سبيل ذلك وقع المركز العديد من مذكرات التفاهم والتعاون والاتفاقيات للمساهمة في رفع مستوى الخدمات المقدمة للمعوقين، وشكّل لجانا من أصحاب الخبرة والمعرفة.
وتشتمل أنشطة المركز على العديد من الفعاليات التي تخدم «إنشاء قاعدة بيانات عن الإعاقة» ومنها: الإسهام مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بالجهود المبذولة لإنشاء السجل الوطني للإعاقة، وتخزين واسترجاع المعلومات الموثوقة المستخرجة من الدراسات البحثية التي أجريت في المركز أو من المعاهد الأخرى في مجال الإعاقة، وتوفير المعلومات الإحصائية المستمدة من برامج الإعاقة ذات العلاقة في المملكة، مثل «البرنامج الوطني لفحص الأطفال حديثي الولادة»، والمسح الوطني السعودي للصحة النفسية «الصحة وضغوط الحياة»، والعمل على الربط مع قواعد البيانات المحلية والعالمية لتوفير وتحقيق الأهداف المنشودة، وتصميم موقع إلكتروني لمكتبة مرئية لمواد تثقيف وتوعية عامة متعلقة بقضايا وأبحاث الإعاقة. ويهدف المركز من خلال هذه الحزمة من المشاريع إلى توفير المصادر والمعلومات المتخصصة من المواد الطبية والتعليمية والتربوية التي ستسهم في رفع الوعي العام لأفراد المجتمع، والحد من انتشار الإعاقة وتفاقم آثارها.