أظهر بحث علمي ميداني نشر حديثا أن ما يقارب نصف الممارسين الصحيين العاملين في مركز طب الأسرة بالرياض تعرضوا لشكل من أشكال العنف من قبل المرضى أو المرافقين والمراجعين للمركز الصحي.

وذكر الدكتور محمد العتيق، استشاري طب الأسرة ، عضو الفريق العلمي للبحث، أن الدراسة أجريت بشكل ميداني وتم فيها سؤال الممارسين الصحيين وهم الأطباء والصيادلة والممرضين والفنيين وموظفي الاستقبال في مركز طب الأسرة وعددهم 270 مشاركا، إن كانوا تعرضوا لأي شكل من أشكال العنف سواء كان عنفا جسديا أو إساءة لفظية أو بالتهديد المباشر أو غير المباشر.

فكانت النتيجة أن 45% منهم قد تعرضوا لشيء من ذلك على الأقل مرة واحدة خلال العام الماضي. وجاءت حوادث العنف في 70% منها من المرضى وكانت أغلبيتهم من الذكور، وبلغت نسبة حوادث الاعتداء الجسدي6.5 %  ، وأكثر من تعرضوا للعنف كانوا موظفي الاستقبال ثم الصيادلة ثم الأطباء وبعدهم الفنيين والممرضين.

وذكر الدكتور العتيق أن أسباب العنف في نظر المبحوثين كانت أكثرها إما بسبب سوء الفهم وضعف التواصل، أو بسبب عدم تلبية طلبات المريض، أو بسبب الازدحام وطول فترة الانتظار.

وأن غالبية المشاركين (72%) يرون أن بيئة العمل غير مشجعة للتبليغ عن العنف، كما ذكر ما يقارب نصف المشاركين أنه لا يوجد في المركز نظام للتبليغ عن العنف أو أنهم لا يعرفون عن وجوده.

وفيما يتعلق بردة فعل الممارسين بعد تعرضهم لحوادث العنف، جاء في نتائج الدراسة أن ما يقارب نصفهم لم يقوموا بأي رد فعل، فيما أبلغ 30% مشرفيهم عن الحادثة، وكان أكثر الأسباب لعدم الإبلاغ عدم الثقة بجدوى البلاغ أو الخوف من التبعات السلبية لذلك.

وفيما يتعلق بتوصيات الدراسة أكد د. محمد العتيق على ضرورة وجود نظام صارم للتعامل مع حالات العنف والإساءة في المنشآت الصحية، وأن يتم إطلاع الممارسين الصحيين وتدريبهم عليه، وتعريفهم بحقوقهم في الإبلاغ وتسهيل الإجراءات النظامية في ذلك، وكذلك توعية المرضى والمراجعين عن النظام والعقوبات الصارمة للمخالفين مع وضع نظام أمني للمراقبة في المرافق الصحية.