إعداد – وحدة الأبحاث والتقارير الاقتصادية بـ«الجزيرة»:
أعلنت الهيئة العامة للإحصاء عبر موقعها الرسمي، عن تقرير تفصيلي حول مسح القوى العاملة للسعوديين وغير السعوديين للربع الثاني من عام 2016 .. حيث برز بوضوح زيادة قوة العمل من السعوديين إلى حوالي 5.7 مليون فرد واستقرار معدل بطالتهم عند 11.6%، بارتفاع ضئيل عن مستواه في النصف الثاني من العام السابق 2015، والذي كان يقدر بنحو 11.5% .. في المقابل، أوضح التقرير استقرار معدل بطالة غير السعوديين عند مستوى 5.6%، وهي نسبة مثيرة للجدل مراراً، فكيف يأتي هؤلاء الوافدون وفق عقود عمل ويستمرون عاطلين بسوق العمل السعودي .. وهو أمر يستحق بعض النظر من وزارة العمل لتفسير كيف تحدث عطالة هذه الفئة وهم محملون على أفراد أو شركات أو حكومة؟
يوضح الجدول (2) أن عدد العاطلين السعوديين يصل إلى 657.9 ألف فرد، منهم 236.2 ألفا من الذكور، وحوالي 421.8 ألفا من الإناث، وهي أهم نتيجة يوضحها التقرير كون البطالة الأعلى في المملكة حاليا هي بطالة الإناث بنسبة تصل 64.1%، مقابل 35.9% للذكور.
بمعنى آخر، فإنه إذا كان معدل البطالة الإجمالي المتوسط للمملكة يصل 11.6%، وإذا كان لا يتجاوز 5.4% للذكور، فإنه لا يزال مرتفعاً للإناث بنسبة تصل إلى 33.7% .. ولعلّ المتابع لمعدلات البطالة منذ خمس سنوات، يلحظ تحسنا كبيرا في بطالة الذكور واستمرارا في بطالة الإناث، وهو أمر يحتاج إلى مراجعة لتقصى أسباب ارتفاع عدد العاطلات من الإناث.
وسوف نعتمد هنا على تفسير بطالة الإناث بالحالة التعليمية، لمعرفة إذا كان لها دور في توظيفها أم لا ؟
الشكل أعلاه، يوضح تقاربا في كافة أعداد العاطلين لكل المستويات التعليمية للذكور والإناث، باستثناء درجة البكالوريوس التي تكشف عن فارق كبير بين الجانبين .. حيث يصل عدد العاطلين الذكور إلى 57 ألف فرد، مقابل عدد كبير يناهز 296 ألفا من الإناث وهو أمر يحتاج إلى مراجعة وتفسير.
في المقابل، فإن عدد العاطلين داخل شريحة الثانوية من الإناث يصل 114 ألفا وحوالي 90 ألفا من الذكور، ومعدل التباين بينهما لا يزال غير كبير بشكل يضاهي الفرق في درجة البكالوريوس .. كذلك الحال للدرجة المتوسطة والدرجة الابتدائية، وحتى الدبلوم العالي تكاد تتطابق أرقام العاطلين.
ورغم أن الفارق بالأرقام المطلقة للعاطلين يظهر داخل درجة البكالوريوس للإناث، إلا إن جدول (2) يوضح أن أعلى معدل بطالة على الإطلاق بالمجتمع السعودي يكمن داخل مستوى الثانوية العامة وما يعادلها للإناث حيث يصل معدل بطالتها إلى حوالي 48.7%، فرغم أن قوة العمل المتاحة لهذه الشريحة تصل 184 ألف فرد، إلا إن إجمالي اللاتي يعملن منهن يصل 94 ألفا، مقابل 90 ألف عاطلة تقريبا داخل هذه الشريحة فقط.
باختصار، توضح الجداول والأشكال البيانية وجود تحسن كبير وملموس في توظيف الذكور، في المقابل لا يزال السوق يفضل الإناث غير الجامعيات ويضعف استيعابه لإناث البكالوريوس.