شريفة الشملان - جريدة الرياض

عدد القراءات: 3643

 الخيوط تتشابك مع الخدمة الاجتماعية بأنواعها وبين حقوق الإنسان ؛ فالتنمية الاجتماعية والتي هي جزء أساسي من أجزاء الخدمة الاجتماعية تعنى بالبيئة الاجتماعية ككل لأي حي من الأحياء لذا تقوم وزارات الشؤون الاجتماعية بعمل مراكز تنمية اجتماعية للمناطق الحضرية والريفية كحد سواء . وهذا العمل نفسه ما تدعو له المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان فهي تعنى بالسكن الصحي ، والرعاية الصحية ،كما تعنى بالمؤسسات المدنية والجمعيات بأنواعها من خيرية أو تعاونية أو جمعيات متخصصة بالمهن هي أحد اجنحة هذه الحقوق .

نجد الكثيرين يخلطون بين الخدمة الاجتماعية ، والتنمية الاجتماعية وبين حقوق الإنسان ولا يلامون ، لأن هناك خيطا رفيعا جدا بينهما وخلطا بينهما، ففي حين تستقل الخدمة الاجتماعية بذاتها وبكل فروعها ، فإنها تمثل جزءا من كل من حقوق الإنسان.

كلاهما يعني بتنمية الفرد والمجتمع ،وكلاهما معني برفعة المجتمع وتقصي جذور أمراضه .

كلتاهما لديها هدف وطني كبير ، وهو الوصول لمجتمع آمن راق عامل ومنتج وسعيد مستقر ماديا ومعنويا .

كلتاهما معنية بالفرد كنواة للمجتمع ، وبالبيئة كبيئة بمكوناتها بشرا وأرضا وهواء .

وكلتا الخدمة وحقوق الإنسان معنية بالصحة العامة النفسية والجسدية

الاختلاف في الطرق لايعني الاختلاف في الأهداف . فالخدمة الاجتماعية معنية بالناحية المالية للأسر وتقديم ضمان مادي وهذا الضمان لايتم إلا بتوفير الأعمال والمشاريع الصغيرة للمعدمين.

حقوق الإنسان تقوم بالضغط على الحكومات نحو تأسيس ذلك، الصرف للمعوزين ، أو بدل بطالة ما لم تعمل الحكومات على توفير أعمال سواء عن طريق الوظائف الحكومية أو توفير مظلة للمواطنين للعمل الحر والشريف المنتج . هذا أهم وسائل اللقاء بين مؤسسات حقوق الإنسان .

حقوق الإنسان تتقصى أمور العنف وتتعاون مع الخدمة الاجتماعية في توفير أماكن حماية للمعنفين ، ومثلما تهتم الخدمة الاجتماعية بالطفولة ، تهتم حقوق الإنسان بهم وتثقيف المجتمع بحقوقهم والتدريب على هذه الحقوق بتوفير الحماية لهم ليس في وقت السلم بل الأهم في أوقات الحروب ، وهي التي تنادي بوجود قوانين حماية لهم سواء حقهم في الاجراءات الصحية وحق أمهاتهم في حمل آمن وولادة صحية آمنة ولرعاية صحية اثناء الحمل كما تعمل مؤسسات حقوق الانسان ضد تشغيل الاطفال.

إذا كانت الخدمة الاجتماعية بما تقدمه جزء من كل من حقوق الإنسان ترى ما الذي يجعل الحقوق مختلفة عنها ؟

لعل الخدمة الاجتماعية ذراع تنفيذية من إحدى أذرعة حقوق الإنسان _إن صح القول _.

الميثاق العالمي لحقوق الإنسان والصادر في 01ديسمبر8491م تشرح بنوده كل ما يتعلق بحقوق الإنسان ، ثم تمت إضافة حقوق أخرى طرأ بعضها فيما بعد ، مثل حق الإنسان في بيئة نظيفة .هذه الحقوق تتمثل باختصار( حق الإنسان في الحياة بحرية وكرامة ) في احترام كيان الإنسان ككل ، حريته في السكن وفي المواطنة وفي الرأي ، ولعل الذي تتفرع منه الخدمة الاجتماعية هو حقه في التطبيب وفي العمل والكرامة والمساواة ، وحقه في رفض أعمال السخرة ..

إنها الأمور تتشابك ولكن تبقى الخدمة الاجتماعية هي التي أسست لحقوق الإنسان وإن كانت الآن ذراع من أذرعة تلك الحقوق .

المصدر : جريدة الرياض -