رأي الجزيرة - جريدة الجزيرة

عدد القراءات: 1389

نشر ثقافة حقوق الإنسان بين المواطنين في غاية الأهمية من أجل أن يعرف كل مواطن حقوقه وواجباته. ونشر هذه الثقافة لا يمكن أن يتم بين ليلة وضحاها، بل هو عملية ديناميكية مستمرة قد لا تظهر نتائجها إلا بعد سنوات.

إنَّ موافقة خادم الحرمين الشريفين على برنامج نشر ثقافة حقوق الإنسان تمنح هيئة حقوق الإنسان السعودية دفعة قوية للأمام نحو القيام بواجباتها، ومن أهمها توعية المجتمع بحقوق الإنسان وخطورة انتهاكها.

ومن الضروري بمكان أن تتبع الهيئة السبل العلمية في نشر هذه الثقافة وعدم ترك ذلك للاجتهادات الشخصية. فنشر مثل هذه الأفكار لا تتم عبر وضع الملصقات الإعلانية المتفرقة أو الإعلانات العشوائية في وسائل الإعلام المختلفة، ولكن لا بد من وضع خطة إعلامية مدروسة تحت مرأى ومسمع من خبراء متخصصين في الحملات الإعلامية.

وقبل الانطلاق في مثل هذه الحملات لا بد أن تطبق أولاً على فئة محددة من الناس؛ من أجل كشف العيوب التي يمكن أن تقع فيها الحملة، وتلافيها عند انطلاقتها على المستوى الوطني. أما اكتشاف العيوب لاحقا فإن في ذلك مضيعة للمال والجهد والوقت، فضلاً عن نتائجها التي قد لا تكون مجدية.

وتراثنا الإسلامي كنز يمكن أن يستثمره المسؤولون عن برنامج نشر ثقافة حقوق الإنسان؛ فالدين الإسلامي دين يراعي الحقوق والواجبات في أدق تفاصيلها. ومجتمعنا السعودي مجتمع يتأثر إلى حد بعيد بالتعاليم الإسلامية، وهذا سيساعد كثيرا في نشر هذه الثقافة.

ولعل كثيراً من المشاكل الاجتماعية التي نواجهها كالعنف الأسري مثلاً تقل كثيراً مع نشر ثقافة حقوق الإنسان؛ وبالتالي فإن دراسة نتائج هذا البرنامج في مراحل متعددة منه في غاية الأهمية؛ لكشف مدى انعكاسها إيجابياً على الظواهر الاجتماعية المختلفة في مجتمعنا.

المصدر : جريدة الجزيرة -